وكانت أحياء في القطاع، قد غرقت بالسيول ومياه الصرف الصحي، وأبزرها حي "المنارة"، شمال شرق مدينة غزة، الذي غرق بالكامل، ووصل منسوب المياه فيه إلى قرابة 4 أمتار.
ولكن عشرات العائلات الفلسطينية المقيمة في هذا الحي لم تتمكن من العودة إلى منازلها حتى الآن، بسبب الأضرار الفادحة التي أصابتها، وخشية من انهيار العديد منها جرّاء غرقها في المياه لمدة تزيد عن أسبوعين.
وتعرض قطاع غزة إلى منخفض جوي عميق في 11ديسمبر/ كانون الاول ، أدى إلى غرق المئات من المنازل وإغلاق الشوارع وتشريد الآلاف من السكان، بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت.
ويقول جميل صالح (30 عاما) من سكان الحي:"الحياة عادت بشكل شبه طبيعي إلى المنطقة، ولكن سكان المنطقة وأصحاب المتاجر تعرضوا لخسائر فادحة".
وأوضح أن المياه أغرقت محله التجاري بالكامل المختص بالأدوات المنزلية، وتسبب له بخسائر تزيد عن 20 ألف دولار، حيث تلفت جميع البضائع التي كانت فيه.
وأضاف:"المتجر يشكل مصدر الرزق الوحيد لعائلتي، وبعد غرقه فقدت هذا المصدر وكل ما فيه من بضاعة تعرضت للتلف".
وانشغل السكان بتفقد أثاثهم، وحاجياتهم، ومحاولة إصلاح منازلهم بهدف استئناف العيش فيها.
ولوحظ تراكم كميات كبيرة من الأثاث التالف، أمام المنازل المتضررة، حيث أخرجه السكان بهدف التخلص منه.
ويقول إسماعيل الرفاتي(40 عاما) الذي كان منشغلا بصيانة منزله :"الحياة هنا عادت إلى طبيعتها، ولكن ليس كما كانت، فالمنخفض أثر بشكل كبير على منازلنا ومصدر رزقنا وحياتنا".
وأضاف:" بيتي وكامل الأجهزة الكهربائية فيه، والأثاث كله تلف من المياه".
ويمتلك الرفاتي متجر "بقالة" صغيرا، ملحقا ببيته، لكنه تعرض للغرق كذلك، وتلفت غالبية البضائع الموجودة فيه.
ويضيف الرفاتي:" خسائري بلغت قيمتها 10 آلاف دولار، توزعت بين الأثاث، والأجهزة الكهربائية والبضاعة في محل البقالة".
وواجهت حكومة قطاع غزة عقبات في التعامل مع موجة الطقس السيئ الأخيرة، بسبب نقص بعض المعدات والوقود اللازم للتدفئة ولتشغيل الآليات، جراء اشتداد الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حيث يعيش نحو 1.8 مليون نسمة. وأعلنت الحكومة الفلسطينية قطاع غزة منطقة "منكوبة طبيعياً".
ويعاني القطاع من ضعف في البنية التحتية، ورداءة شبكات الصرف الصحي، والتي تحول دون تصريف مياه الأمطار بالشكل الملائم.
وأعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة في قطاع غزة عن أن خسائر القطاع المادية بسبب المنخفض الجوي العميق الذي ضرب المنطقة بلغت قرابة 64 مليون دولار.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي في ذلك الوقت أن كميات الأمطار التي هطلت على القطاع خلال الأربعة أيام الماضية بلغت 300 مليون متر مكعب، وهي ما تعادل 85% من قيمة المعدل السنوي للأمطار، في حين وصلت سرعة الرياح إلى 70 كيلومتر في الساعة.
وأشارت إلى أن 3,300 وحدة سكنية، تعرضت للغرق بالكامل، موقعة خسائر تقدر بنحو 40 مليون دولار.
وبين أن خسائر قطاع البنية التحتية والطرق بلغت 12 مليون دولار.
