يسرى الشيخاوي-
إقبال لمين بن سعيد تونسية مقيمة في ألمانيا، زارت تونس في شهر مارس الماضي وتزامنت زيارتها مع انتشار وباء كورونا في دول كثيرة من العالم مما حال دون عودتها إلى ألمانيا فاستثمرت وجودها في تونس في العمل التضامني.
ومن خلال شبكة علاقاتها أبرمت شراكات بين المؤسسة الصغيرة التي تديرها ومؤسسات أخرى لصناعة كمامات طبّية والإسهام في معاضة جهود الدولة في محاربة كورونا لتوفّر آلاف الكمامات لعديد المؤسسات في ولاية سوسة.
والمبادرة التي أطلقتها في البداية رفقة أختها تتسع يوما عن يوم بهدف تلبية حاجيات بعض المؤسسات في ولاية سوسة من الكمامات وذلك بفضل التعاون مع مكونات من المجتمع المدني ورجال أعمال ومؤسسات حكومية أيضا.
المشروع الصغير الذي رأى النور منذ سنتين والذي يتعلّق بالتكوين المهني في تونس والمانيا، تحوّل زمن الكورونا إلى قاطرة تضامنية، وكانت الانطلاقة باقتراح صناعة كمامات طبية واقتنت إقبال بن سعيد القماش لتتولى أختها خياطة الكمامات الطبّية المعدة للتبرع، وفق قولها.
نماذج مختلفة من الكمامات وفت منها الاخت ألفا تم توزيعها، لتتواصل محدّثتنا مع مدير مركز تكوين مهني بحمام سوسة ورحّب بالفكرة وكان أن فتح ابواب المركز لهذه المبادرة التي شارك فيها مكوّنون.
وفي هذه الحملة التضامنية، شارك أيضا رجل أعمل وفّر المستلزمات لصناعة خمسة عشر ألف كمامة طبية بمشاركة عدد من المتطوعات الذي انطبوا على الخياطة في منازلهن، لتتفرّع سبل جديدة للمبادرة بأهداف جديدة هي تغطية حاجيات الأمن واعوان ديوان التطهير والبلديات من الكمامات في كامل ولاية سوسة.
وبالتوازي مع هذه الحملة، تنخرط إقبال بن يونس في حملة لتجهيز غرف العمليات وصيانة المعدات والأجهزة الطبية وشراء أخرى جديدة في كل من مستشفي سهلول وفرحات حشاد، وذلك بمساهمة عدد من رجال الأعمال.
ورغم حملها، قد يبدو التفصيل شخصيا ولكن من المهم ذكره لأن تحرّكاتها الكثيرة في هذه الظروف لا تخلُ من الخطر ولكنّها نذرت نفسها للعمل التطوّعي، تمضي يومها في توزيع الكمامات والتواصل مع شركائها في التطوّع لتغطية النقص في المستلزمات الطبّية.
وإلى جانب الكمامات الطبّية، شملت المبادرة أيضا صناعة أحذية واقية للأطباء في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا، ولا تتوقف الأنشطة التضامنية عند هذا الحد بل تشمل أيضا "قفة رمضان" لعائلات شهداء الأمنيين.
