يسرى الشيخاوي-
تنمو الافكار في مخيّلاتنا وتفرّخ في أذهاننا قبل ان تتجيّد على أرض الواقع، قد يظل الحلم حبيس رؤوسنا لأيام أو شهور أو سنوات وربّما عقود وقد لا يتحقّق أبدا، وقد يتشبّث البعض بأحلامهم فيما يتخلّى عنها البعض عند أول منعرج، وقد يكون الحظّ حليف البعض الآخر فيهبهم فرصة لتحقيق حلمهم، و"نسكافيه كوميدي شو"، هي إحدى الفرص التي تفتح لشباب موهوبين في الكوميديا ليتحسّسوا طريقهم نحو عالم الأضواء.
و"نسكافيه كوميدي شو تواصل للسنة الخامسة على التوالي فتح طريق "الشهرة" أمام عدد من الشباب الموهوبين الذين يتم انتقاؤهم بعد كاستينغ يجري في الجامعات التونسية، وفي اختتام الدورة الحالية كان جمهور مسرح قاعة الاوبرا بمدينة الثقافة على موعد مع 5 "سكاتشات" لخمسة متسابقين قدّموها تباعا امام الجمهور الذي شارك في عملية التصويت.
واختتام المسابقة، كان فيه مراوحة بين الموسيقى والكوريغرافيا والعروض الكوميدية، موسيقى أعدّتها عائدة النياتي وكانت نوتاتها تراوح بين الحماس والهدوء وكأنّها تروي تاريخ تونس وما مر عليها من لحظات استقرار واضطراب، وكريغرافيا من إخراج جعفر القاسمي وتصميم محمد دجبي، وعروض كوميدية بإمضاء المتسابقين والفائز بجائزة الممثل الواعد والفائز بجائزة التقليد.
والفائز بجائزة الممثل الواعد هو الطفل ذو الـ15 سنة أحمد الخليفي أصيل منطقة الرديف، الذي قدّم "سكاتش" سخر فيه من واقع التنمية في الجهة ومن التهميش الذي يعشش في المنطقة، "اقتلونا، اقتلو واحد من كل عائلة، فقرونا، همشونا وتوة نموتوا وحدنا"، هي كلمات من العرض فيها نقد للواقع بطريقة كوميدية هزلية.
والفائز بجائزة التقليد احمد شوشان ذو 18 عاما، والذي أبدع في تقليد صوات الحيوانات والآلات، ادّى عرضا كاملا دون ان ينطق بكلمة وتمكّن من شدّ الجمهور الذي تفاعل معه بالتصفيق والهتاف، وموهبة أحمد في التقليد تختلف كثيرا عن غيرها من المواهب في هذا المجال.
واما الفائز بالمرتبة الاولى في مسابقة "نسكافيه كوميدي شو" فهو الشاب أحمد العجيمي الذي أدّى "سكاتش" تنوعت فيه الشخصيات وتمكّن من المراوحة بينها بطريقة كوميدية تخلو من الابتذال، اما المرتبة الثانية فآلت إلى المتسابقة مريم التي ادّت دور رئيسة حزب بنص لا يخلو من التلميحات لواقع السياسة في تونس، فيما آلت المرتبة الثالثة لمحمد العوادي الذي تحدّث في "السكاتش" عن أضغاث الأحلام.
و"نسكافيه كوميدي شو" ليست إلا البداية لبعض الموهوبين، على أن يصقلوا مواهبهم ويثرون المشهد الكوميدي بأعمال محترمة تقوم على الإبداع على مستوى النص والأداء وتتجنب الابتذال في كل المستويات.
