عن فلسفة الدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية.. أو حينما تكسر الموسيقى القيود والحدود

 يسرى الشيخاوي- 

هي الدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية تمتد من الحادي عشر الى الثامن عشر من شهر أكتوبر المقبل، هي دورة جديدة بروح جديدة وفلسفة متمايزة عن سابقاتها، هي امتداد للفكرة الاولى التي انطلقت هذه التظاهرة الثقافية من رحمها، فكرة تعانق الأفق وتجعل من الأيام منصّة لا تعترف بالحدود تلتقي عندها موسيقى العالم.

بعيدا عن كونها فضاء للعروض والمسابقات، فإن هذه التظاهرة الفنية مجال رمزي لولادة فرص من شأنها ان تفتح الأبواب على مصراعيها امام فنانين شبان يكابدون عناء الانتاج والتموقع في مشهد موسيقي محفوف بالصعوبات.

وتسعى الدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية لترجمة هواجس الفنانين في الفضاء الموسيقي التقليدي والمعاصر وخلق أرضية للتعاون والشراكة تمكّنهم من الانفتاح على تجارب موسيقية اخرى وتوسيع دائرة علاقاتهم الفنية، وفق حديث المدير الفني للتظاهرة عماد العليبي في الندوة الصحفية الخاصة بالكشف عن البرمجة.

عن فلسفة التظاهرة..

من المعلوم انّ أيام قرطاج الموسيقية ملتقى سنوي يجمع فنانين تونسيين وعربا وأفارقة ومتوسطيين، وتتنافس فيه المشاريع الموسيقية والفنية من أجل جوائز تتجاوز الجانب المالي وتنتظم على هامشه عروض موازية خارج المسابقة الرسمية وورشات و"ماستر كلاس" للمهنيين الشبان.

وعن فلسفة الأيام الموسيقية، يقول المدير الفني للتظاهرة عماد العليبي إنّه وبعيدا عن الجانب الترفيهي تعكف الدورة الحالية على العمل من أجل التطوير الموسيقي ومزيد الاهتمام بالاقتصاد الموسيقي ومساعدة الفنانين الشبان للمضي قدما في تجاربهم الموسيقية، إلى جانب مواصلة الانفتاح على التجارب الموسيقية لدول الجنوب.

من جهته يرى  مدير ادارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية فاخر حكيمة أن أيام قرطاج الموسقية ليست تظاهرات وحفلات فقط وإنّما فكر وتصوّر يقوم على التواصل مع الدورات السابقة والانفتاح على الموسيقى المعاصرة مع التشبث بالجذور، وإشراك الجهات في فعاليات التظاهرة.

اختصاصات موسيقية متنوّعة، واحتفاء بالمالوف وبالمشاريع الموسيقية التونسية، ترجمته البرمجة التي أعلنت عنها الهيئة المديرة والتي لم تكن اعتباطية، كما وصفها حكيمة، وإنّما نابعة عن توجّه موسيقي يربط بين الموسيقى التقليدية والمعاصرة.

عن المسابقات.. 

في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية، تتمظهر أنماط موسيقية مختلفة تشترك أغلبها في التجديد والعمل على قوالب موسيقية مبتكرة يمتزج ففيها التقليدي بالعصري ويتحرّر فيها التراث من الحدود الجغرافية ليصبح مادة موسيقية كونية.

من تونس والمغرب وفلسطين وبوركينا فاسو والكاميرون وفرنسا وبلجيكيا ، مشاريع موسيقية تسكنها روح التجديد والثورة على السائد وإعادة بعث الموروث الموسيقي في هيئة جديدة، تتنافس من اجل الجوائز الرسمية، "الولادة" للبنى نعمان ومهدي شقرون من تونس و"الف" لخماسي ألف للموسيقى من تونس وبلجيكيا، و"دندري" لمحمد الخشناوي من تونس وقولترا ساوند سيستام من تونس و"زي" لصبرين جنحاني من تونس و"يوفا" لنصر الدين الشبلي من تونس و"جدايل" لربيع العبيدي من تونس و"بين البينين" لوفاء الحرباوي من تونس و"سوند سكايب" لغسان الفندري من تونس وفرج سليمان من فلسطين و"طولونسو" لكنازوي اوركسترا من فرنسا وبوركينا و"100 لورنوار" للورنوار من الكاميرون وسكينة فجصي من المغرب.

وإلى جانب المسابقة الرسمية، تنتظم مسابقة في المالوف ويشارك فيها كل من محمد علي بن الشيخ ونماهر الهمامي وفتحي بوسنينية.

عن عرضي الافتتاح والاختتام.. 

من المنتظر أن يقدم الموسيقي أمين بوحفة السهرة الافتتاحية لأيام قرطاج الموسيقية رفقة الاوركستر السمفوني التونسي بقيادة المايسترو محمد بوسلامة، وسيكون الجمهور على موعد مع رحلة تجوب ثنايا الانماط الموسيقية المختلفة التي يطوّعها العاوزف صاحب الاسلوب المتفرّد لخلق موسيقى مدادها الحلم.

أما سهرة الاختتام التي سيعلن فيها عن المتوّجين بالجوائز، فستزيّنها النوتات التي سيخلقها الاخوين بشير ومحمّد الغربي ويسافر فيها الجمهور بين الالحان الشرقية الساحرة التي تنبعث من عود بشير والألحان التي تنهل من الموسيقى الشرقية والغربية التي تنساب من كمان محمّد.

عن عروض شراع الحبب بورقيبة والعروض الموازية..

 وإلى جانب العروض المشاركة في المسابقة الرسمية، لمتابعي أيام قرطاج الموسيقية موعد مع عروض بشارع الحبيب بورقيبة هي "عروق" لبدر الدين الدريدي وزياد المنيفي من تونس و"شاوية" لنضال اليحياوي وعمار 808 من بلجيكيا واسماء الحمزاوي وبنات التومبوكتو من المغرب واركز هيبهوب الدبو من تونس.

واما العروض الموازية فتضم عروض لسيف بنية من تونس وامازيغ كاتب من الجزائر وفايز علي فايز من باكستان وديو عود لجان بيير سمادجا ومهدي هداب من فرنسا وراكال تافاريس من البرتغال وعرض"من النوى" لجهاد الخميري ومحمد علي شبيل.

عن التكريمات.. 

وفي أيام قرطاج الموسيقية، الموسيقى لغة عرفان وحافظة ذكرة فنانين رحلوا عن هذا العالم ولكن ظلت أصواتهم تصدح بالغناء، وتشمل التكريمات في الدورة الحالية للتظاهرة الفنانين التونسيين منيرة حمدي وحسن الدهماني والفنان الجزائري رشيد طه والفنانة الفلسطينية ريم البنا إلى جانب تكريم جمعية مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية، حسب ما أعلن عنه مدير عام مؤسسة تنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية  الهادي الجويني.

ثلاثة وثلاثون عرضا موسيقيا  من ضمنهم اثنان وعشرون عرضا تونسيا وثلاث عروض من العالم العربي وثمانية عروض عالمية، ولقاءات مهنية، تندرج كلّها في إطار فلسفة تجعل من الموسيقى لغة تنكسر على أعتابها القيود والحدود، فتنتفي الجغرافيا والصعوبات أما ثورة النوتات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عماد العليبي 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.