عزّة سليمان.. الممتلئة بالإنسانية عقلا وروحا

 يسرى الشيخاوي-

 "بوصلة لا تشير إلى فلسطين بوصلة مشبوهة"، كلمات للشهيد الحي شكري بلعيد يتردد صداها في الأثير على وقع الملاحم التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ أيام، ملاحم كانت فضاء للفرز بين أصحاب المواقف وبين المتأرجحين عند أنصافها.

في الوقت الذي تختلط فيه صرخات الصمود بالانفاس الثائرة والدموع الموشّحة بالرجاء والدماء التي تروي الثرى لتنتفض منها المقاومة، يلازم بعض "المؤثرين" الصمت وكأنه خُتم على قلوبهم، صمت لا معنى له أمام صيحات المناصرة التي أطلقها عدد من الفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين المناصرين للقضية الفلسطينية عارضة الأزياء والممثلة عزة سليمان التي أغرقت صفحتها على انستغرام بالتعليقات على ما يجري في  فلسطين من عدوان، عزة سليمان التي ولّت وجهها صوب الإنسانية وتلت آياتها على طريقتها.

صور للمشهد الأقصى شاركتها عزّة سليماني وأرفقتها بكلمات تستشف منها موقفها الداعم للمقاومة وللنضال من أجل استرداد الحق المغتصب وحنقها على ما آلت إليه الأمور وسط صمت من طينة الخيانة.

"هذا حال الأمة!! هذا ما حافظ عليه أسلافنا وفرطنا فيه اليوم "، بعض مما نشرت على "الانستغرام" لتقرّع كل الصامتين والخانعين والمتخاذلين والمتواطئين ووتشارك في نفض غبار التعتيم والتضليل في علاقة بما يجري في أرض المقاومة.

صادقة هي مع نفسها ومؤمنة بالقضية الفلسطينية ومندفعة ومنسابة في الدفاع عنها دون تصنّع أو تكلّف، عينها على فلسطين تتابع الأحداث لحظة بلحظة وترويها بكلماتها على صفحتها.

"لا للتطبيع.. التطبيع جريمة"، "القدس عربية.. القدس لنا "،"الأرض كل الأرض"، وسوم لا تتخلى عنها، وسوم تعكس إيمانها الصادق بالقضية وتترجم فيض إنسانيتها الذي اصطفى لها مكانا مع اولائك الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، أولائك الذين يصدحون بالحقيقة، كل الحقيقة لنصرة المظلوم.

"لا حياد في قضايا الظلم إما أن تنصر المظلوم أو تصفق للظالم وانا اختار نصرة المظلوم"، بهذه الكلمات اختزلت موقفها وسخرت كلّها لتنصر الفلسطينيين في قضيتهم العادلة ولم تختر السكوت الذي يعادل التصفيق للظالم.

ليس ذلك فحسب، بل هي التونسية لأولى التي شاركت في محادثة مباشرة مع المدونة الفلسطينية آلاء حمدان للخوض في ما يجري في فلسطين من عدوان غاشم وترجمت موقف التونسيين المؤمنين بالقضية الأم ببساطة ودون تعقيد.

"من تونس هنا فلسطين"، مستهل مداخلتها التي تستشف منها انها شخص ممتلء بالإنسانية عقلا وروحا، فالكلمات المكتوبة يمكن أن تخدع قارئها وتنطلي عليه معانيها ولكن المنطوق بنظرات الأعين لا يكذب.

فعينا عزة سليمان تنطقان بنصرتها للقضية قبل لسانها وكل تفاصيلها تروي صدقها وعفويتها وهي تقول " أريد ان  انحني اجلالا لدماء الشهداء الفلسطينيين والفلسطينيات.. التونسييون معكم والقضية الفلسطينية قضيتنا الأم منذ كنا أطفالا.. أريد أن أعبر عن حبنا ومساندتنا اللامشروطة  للفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني المغتصب الذي أرادوا أن يبيضوا صورته كل هذه السنوات.. أنا فرحة لأن المباشر والفيديوهات جعلت كل العالم يتحدث لم يعد هناك صمت إزاء جرائمه".

ولعل أمائر الفرح التي ارتسمت على وجهها فبدت بملامح الاطفال وهي تصفق لخبر انسحاب قوات لاحتلال من المسجد الاقصى بعد المهلة التي أعطتها إياهم المقاومة الفلسطينية خير دليل على عمق إيمانها بالقضية الفلسطينية وصدق دعمها للفلسطينيين في زمن اختلط فيها الغث والسمين 

 "حاليا صواريخ المقاومة ترد بقوة وتزين سماء غزة مع تكبيرات العيد تحيا المقاومة الفلسطينية"، وهكذا علقت عزة سليمان على ردّ المقاومة على قوات الاحتلال على أمل أن تغادر البقية جلباب الصمت وتتخذ موقفا مما يحصل.. 

في الأثناء يستمر الصمود في القدس ومع كل قطرة دم تنزف من الشهداء والجرحى تتعزز المقاومة بروح تأبى الاستسلام، ويتحصن البعض بـ"نصف الموقف"، و"الحضور الباهت الذي يشبه العدم".

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.