عرض “مزرق الشمس” : هل فهم وزير الثقافة الرسالة؟

يسرى الشيخاوي-
 
ضمن فعاليات أيام الجهات "القصرين في مدينة الثقافة"، احتضن مسرح المبدعين الشبان عرض مسرحية "مزرق الشمس" لجمعية بلدية فريانة للمسرح.
 
والعرض على شاكلة " الديودراما"، وهو من تمثيل الجمعي العماري وونيس المغزاوي، وقد تضمّن رسالة حملها الممثلان إلى العاصمة نيابة عن أولائك الذين يجدون في الثقافة متنفسا ويهربون من قسوة الواقع إلى المسرح والموسيقى والأنشطة الثقافية جمعاء.
 
وفي الحوار الثنائي بينهما، تطرّق الممثلان إلى غلق دار الثقافة بفريانة بدعوى أنّها أصبحت غير صالحة للاستعمال، بأصوات مشحونة بالأسى والحنق على قرار إحالة نقطة الضوء إلى عدم الخدمة إلى أجل غير مسمّى.
 
"شم ريحة الركح.. عبي خشمك بريحة الركخ.. ماعادش عنا وين نعرضو" يردّد ونيس المغزاوي وهو يدني رأس الجمعي العمري ليشتم رائحة الركح ويملأ بها داخله، فالركح بالنسبة للمثلين ليس مجرّد خشبة يتحركون فوقها هي عالم قائم الذات تتولّد عليه المشارع المتناقضة وتتواتر عليه الحياة بألوان مختلفة.
 
ديودراما " مزرق الشمس" سخر من عبارة " غير صالحة للاستعمال" المعلّقة على باب دار الثقافة بفريانة، هي ليست بالسخرية بقدر كونها رفضا للفكرة في حدّ ذاتها، هي صرخة أولائك الذين يحملون فنونهم في قلوبهم ولا يعلمون أين سيبثونها إلى الجمهور.
 
و من محاسن الصدف أن وزير الشؤون الثقافية محمّد زين العابدين حضر عرض " مزرق الشمس"، ولعلّه لمس الوجع الذي خلّفه قرار غلقها في نفوس الأجيال التي حضنت تجاربهم وتمريناتهم وولادة عروضهم، فهل تراه فهم الرسالة؟ وهل ستعجّل الوزارة بإعادة فتح دار الثقافة بفريانة؟
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.