عبد الله العبيدي: نداء تونس وقع في فخ السبسي.. وفوزي اللومي هو من "خلق" الحزب

اعتبر الديبلوماسي السابق والمحلّل السياسي، عبد الله العبيدي، أن حزب نداء تونس، وقع في فخ الباجي قائد السبسي، مفسّرا ذلك بأن السّبسي لم تكن لديه رؤية سياسيّة واضحة.

وأوضح عبد الله العبيدي في تصريح لحقائق اون لاين، اليوم الجمعة 29 جانفي 2016، أن السبسي وضعوه في الواجهة وكصورة فقط لجمع أكبر عدد ممكن من المنخرطين للحزب ولالتفاف الناس حوله،بحسب تعبيره.

وفي ذات السياق أكد العبيدي أنه كان شاهدا على المراحل الأولى لبناء حزب نداء تونس، وأن من خلق النداء في الحقيقة هو فوزي اللومي وليس الباجي قائد السبسي، وأن حزب النداء هو نتاج عن حزب فوزي اللومي "الحزب الاصلاحي الدستوري"، مبينا أن هذا الأخير هو الذي أتى بالكفاءات للحزب وركّز التنسيقيات وكان له دور كبير وأساسي في بنائه، كما منح مقر حزبه لنداء تونس قبل أن يتحوّل للمقر الحالي بالبحيرة.

وأضاف المحلل السياسي، أن فوزي اللومي في تلك الفترة طمأن الباجي قائد السبسي بأن الحزب سينجح في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وقدّم له تقديرات ونسب مرقمة لم تكن بعيدة عن النتائج النهائية التي حصل عليها، وقد أكد اللومي أيضا أن النجاح سيتحقق حتى في غياب الهياكل التي ركزتهم اللجنة الوطنية للانتخابات التي كانت برئاسته حينها، معتمدا في ذلك على شبكة المنسقين الانتخابيين التي قام بتركيزها عبر كامل تراب الجمهورية، وفقا لما أفاد به العبيدي.

وكان فوزي اللومي قد رفض الاستقالة والخروج من نداء تونس كما رفض أيضا أن يكون جزء من قيادتها الحالية، واتجه نحو بعث تيار داخل الحزب أسماه تيار الأمل في رسالة واضحة منه أنه لن يتخلى عن المشروع الذي كان سببا أساسيا وفاعلا في تكوينه، كما أنه لا يريد أن يكون تحت قيادة أي أحد.

وإن ألقينا نظرة على برنامج الحزب الاصلاحي الدستوري والمتمثل في توحيد كل الدستوريين سواء عن طريق الاندماج أوالتحالف وإلى إعادة الإعتبار للمسيرة الدستورية البورقيبية، نجد نفس العبارات التي تتكرر في حزب نداء تونس وهي أنه حزب قائم على البورقيبية ولمّ شمل الدستوريين.

كما اعتبر محدثنا أنه من أسباب فشل النداء هو أنه ليس لديه برنامج اقتصادي أو اجتماعي، وأنه إلى حد اليوم لم يفتح أي ملف من الملفات الحارقة التي تهم البلاد، وشخصياته تبحث فقط عن التموقعات والمناصب لا غير.

وفي مقابل ذلك بين عبد الله العبيدي، أنّ حركة النهضة بيّنت أنها غير مستعجلة لأنها تريد المحافظة على المكاسب التي حققتها منذ 14 جانفي 2011، وترسيخها، مضيفا أن زعيمها راشد الغنوشي أظهر دهاء وحكمة فهو يعمل في تأنّ ولا يريد أن يكون في صدام مع الرأي العام.

وأردف محدثنا قائلا إن الصراع داخل نداء تونس يصب في مصلحة النهضة دون أن تتحرك أو تفعل شيئا، موضّحا أن النهضة حاليا مركّزة اهتمامها على الانتخابات البلدية لأنها أساس السياسة، وسيثبت من خلالها وزنه وثقله في المحليّات.

كما أكد العبيدي، أن تصدّر النهضة مجلس نواب الشعب بالأغلبية لن يؤثر على عمل الحكومة ولا على رئاسة الجمهورية، باعتبار أن هذه الحركة تسعى منذ مدة طويلة لتهدئة الأجواء والانفتاح على كل الحساسيات السياسية لتحقيق الاستقرار، وفق تعبيره.    

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.