عبد الجليل بوقرة: الوضع في تونس أسوأ مما كان عليه خلال أحداث الخبز.. وخطر تعميم الفوضى مازال قائما

 يسرى الشيخاوي-

 

يصادف تاريخ اليوم الخميس 03 جانفي 2019 الذكرى الـ35 لانتفاضة الخبز التي انطلقت شرارتها الأولى من مدينة دوز في 29 ديسمبر 1983 بعد اعلان مضاعفة أسعار العجين ومشتقاته، وأسفر القرار عن غضب عارم في صفوف المواطنين تحوّل إلى مظاهرات شابتها مواجهات بين المتظاهرين وقوات النظام العام وامتدّت  الاحتجاجات من مدينة دوزإلى مدينة قبلّي ومنها إلى مدينة قفصة في 01 جانفي 1984 ثمّ الحامة وإلى تونس العاصمة في 03جانفي 1984.

 

ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار العجيّن ومشتقاته حيز التنفيّذ يوم 1 جانفي 1984 شملت الحركة الاحتجاجيّة مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة وقابس ومدنين. 
 
وإثر إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبلي والحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلاب، كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس وصفاقس بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته. 
 
ولم تتوقف الاحتجاجات في البلاد الا مع اعلان رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة التراجع عن القرار بالزيادة في سعر الخبز بخطابه الشهير "نرجعو وين كنّا"، وقد خلّفت هذه الاحتجاجات شهداء وجرحى، شهداء لم يتم إلى حد اليوم تحديد عددهم الرسمي، وفق ما أفاد به المؤرّخ عبد الجليل بوقرة حقائق أون لاين.
 
وقال بوقرة في تصريح لحقائق أون لاين إنه من الصعب تحديد عدد الضحايا في أحداث الخبز على اعتبار أن الاحتجاجات كانت عامة وشهدت حالة انفلات تام، مشيرا إلى أنّ هناك حديث عن سقوط 1500 قتيل في هذه الأحداث في حين أن الإحصائيات الرسمية تتحدّث عن أقل من 100.
 
ولفت محدّثنا إلى أن هناك ضحايا للمتظاهرين أنفسهم نتيجة حالة الفوضى والانفلات التي شهدتها البلاد إذ تم الاعتداء على مواطنين وسيارات إسعاف وسيارات الإذاعة والتلفزة، مبيّنا أنّ الأحياء الشعبية كانت حيتها تنتقم من المدينة وكانت ترى حتى الموظّف البسيط عدوّا لها.
 
وعن إمكانية تكرّر أحداث الخبز في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتردّي الوضع الاقتصادي، قال عبد الجليل بوقرّة إن تونس اليوم تعيش وضعا أسوأ من أحداث الخبز، موضّحا ان عديد المناطق على غرار المكناسي وجبناينة والقصرين تشهد احتجاجات متواترة.
 
وأضاف " خلال أحداث الخبز كانت الدولة قوية ومتماسكة وإن رجّتها الاحتجاجات فإنها تمكّنت من التعامل مع الوضع من خلال التراجع عن الترفيع في سعر الخبز وإجراء تحوير وزاري"، مشيرا إلى أنّ الوضع في تونس غير مستقر وأن الدولة أضعف مقارنة بالفترة التي جدّت فيها أحداث الخبز، على حدّ قوله.
 
 وتابع بالقول  إنّ " الأحياء الشعبية من الصعب مراقبتها واحتواء غضبها وذلك لا يتم إلا باستراتيجية طويلة المدى تشمل الثقافة والاقتصاد والرياضة والبنية الأساسية تمكنها من الاندماج في النسيج الاجتماعي"، مؤكّدا أنّ الدولة ضعيفة وخطر تعميم الفوضى مازال قائما في ظل وجود الإرهاب وتغوّل المهربين الذين أنشئوا دولة داخل الدولة .
 
وفي سياق متّصل اكّد محدّثنا ان التونسيين يتمتعون بوعي كبير نسبيا يجعل تونس قادرة على تجاوز كل الاحداث التي مرّت بها واحتوائها وعدم السقوط في مربع الفوضى.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.