صالح الزغيدي: مسيرة نضاليّة طويلة من أجل الحرّية والدّيمقراطية والتّعددية

حقائق أون لاين –

توفّي اليوم الاثنين 2 أفريل 2018، المناضل اليساري التونسي صالح الزغيدي بعد تعرّضه مؤخرا إلى وعكة صحية حادة مكث على إثرها أكثر من اسبوعين في إحدى مصحات العاصمة. 

وولد الزغيدي في منتصف الاربعينيات بمعتمدية جبنيانة، حيث درس في المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية ثم في المعهد الثانوي بسوسة ثم بجامعة السربون بفرنسا شعبة الاداب العصرية.

وعرف بنضاله من أجل الحرية والديمقراطية والتعددية منذ سنوات شبابه الأولى، حيث دافع عن حق الاختلاف وعن القضايا الوطنية والعربية والانسانية عموما وضدّ الاستعمار والامبريالية.

وانتمى الى حركة آفاق منذ تأسيسها ونشط فيها بشكل بارز من خلال التحاليل والدراسات، لا سيما في نقدها لتجربة التعاضد والحكم الفردي وكذلك من خلال المظاهرات والتحركات التي نظمتها أو شاركت فيها بداية من الاحتجاجات التي أعقبت حرب جوان 1967 أو زيارة وزير الخارجية الامريكي ويليام روجرس إلى تونس في مارس 1986.

حوكم ضمن مجموعة آفاق الاولى وسجن في برج الرومي، ثم انضم الى الحزب الشيوعي التونسي وناضل في صفوفه سنوات طويلة ثم غادره ليظل مستقلا بعيدا عن أي انتماء حزبي.

انتدب صالح الزغيدي للعمل كإطار سام في ما كان يسمى “بنك تمويل المؤسسات التونسية” (BDET)، وآمن بضرورة العمل النقابي المستقل، حيث أسّس نقابة لأعوان البنك المذكور مما ساعده على الارتقاء إلى عضوية جامعة البنوك والتامين في اتحاد الشغل، أين لعب دورا حاسما في إنشاء العقد المشترك للقطاع والتفاوض من أجل تحسين ظروف عمل الموظفين فيه وتحصيل الكثير من المكاسب لفائدتهم.

كما لعب دورا بارزا في هيكل تم إنشاؤه عقب أحداث 26 جانفي 1978 سمّي (l’intersyndicale)، واهتم بالدفاع عن القيادة الشرعية لاتحاد الشغل التي وقع الزج بها في السجن، وحصد التأييد الداخلي والخارجي لها.

أصبح الزغيدي كاتبا عاما لجامعة البنوك سنة 1980، وبالتالي عضوا بالهيئة الإدارية لاتحاد الشغل، حيث كان صوته عاليا حتى ضدّ الزعيم الحبيب عاشور الذي دافع عنه قبل ذلك سواء لما كان في السجن أو لما منع من الترشح في مؤتمر قفصة 1981.

وبعد مغادرته المسؤولية النقابية، نشط صالح الزغيدي في مختلف هياكل الاتحاد وعدد من المنظمات النقابية الدولية بالمشاركة في التكوين النقابي والتثقيف العمالي.

ونشط بشكل خاص في المجتمع المدني من خلال رابطة حقوق الانسان وغيرها مدافعا عن جميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

لم تنشر لائحة أو عريضة للامضاء أو مسيرة أو مظاهرة إلا وكان صالح الزغيدي طرفا بارزا فيها إذا لم يكن هو صاحبها أو مطلقها، ومما يُذكر له على سبيل المثال لا الحصر، أنه أمضى عريضة عارض بموجبها حكم الاعدام على الشيخ راشد الغنوشي سنة 1987.

رحم الله المناضل الكبير صالح الزغيدي ورزق أهله وذويه وأصدقاءه جميل الصبر والسلوان.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.