27
يسرى الشيخاوي-
"شوارع"، جزء من مشروع لإعادة تأهيل الأحياء الشعبية في تونس الكبرى، مشروع يرمي إلى مساعدة هذه الأحياء المهمشة والمفقّرة على الإندماج وتحسن ظروف حياتهم وبعث مؤسسات اقتصادية محلية نابعة من احتياجاتهم.
وهذا المشروع، تجربة مهنية يتداخل فيها الإبداعي والإنساني، تنفّذه دار الصورة بدعم من مؤسسة "دروسوس" والاتحاد الأوروبي ووكالة التنمية الفرنسية ووكالة التهذيب والتجديد العمراني.
هذه التجربة التي تلامس مجالات كثيرة منها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لا تهدف فقط إلى تحسين البنية التحتية لبعض الأحياء الخلفية وإنّما بعث فضاءات ثقافية واقتصادية وترفيهية تلبي حاجيات المتساكنين، وفق حديث ريم بن ساسي المسؤولة عن الاتصال في دار الصورة.
أما اللمسة الإبداعية في "شوارع" فمن نصيب دار الصورة التي جعلت من الصور بوابة للاتصال والتواصل مع شباب هذه الأحياء فكانت تعبيرة عن هواجسهم وانتظاراتهم وأحلامهم وهو الذين يفتحون أعينهم يوميا على نفس الوضع.
ومن أحياء هامشية لا يلتفتون إليها إلا ساعة الانتخابات وفي الغالب لا يتحدّثون عنها إلا سلبا، يخوض ثلاثون شابا تجربة استثنائية في مشروع " رؤية تضامنية" الذي أطلقتهم دار الصورة، زادهم كثير من الشغف والأمل في غد أفضل يتلقون تكوينا وتأطيرا مجانيا.
شباب تتراوح اعمارهم بين الثمانية عشر والثمانية العشرين سنة التحقوا بمشروع "شوارع"، كسروا جدران الواقع وسلاحهم رفض للواقع ورغبة في التغيير، شباب مدرك لقيمة الاتصال في إثارة مسألة التنمية المستدامة في تونس.
بإسناد من دارها، اختاروا الصورة أداة للتعبير عن تمثلاتهم لاحتياجاتهم واحتياجات المواطنين الذين يتقاسمون معهم ذات الفضاء المكاني، وأثبتوا أن القادمين من الهامشين أيضا قادرون على الإبداع وعلى تحقيق أحلامهم، ومفق حديث بن ساسي.
شبدة والسيدة والنسيم والصفاقسي ووادي الدباغ والبحر الازرق والبكري والصعدة، ستة أحياء شعبية كانت فيها الصورة تعبيرة عن حكايات كثيرة وكان فيها الاتصال صوت مواطنين أضناهم المطالبة بالتنمية والتشغيل.
رحلة فنية تماهت فيها كل مجالات الحياة، اختزلها الشباب المستفيد من المشروع في فيديوهات وريبورتاجات موشّحة بالمحبة والشغف وستة وثائقيات تروي معاناة الأحياء الخلفية التي تغيب عنها فضاءات التثقيف والترفيه.
ملاكمة ورسم وتصوير وموسيقى، وكرة حديدة، رياضات وفنون كثيرة تستهوي شباب هذه المناطق لكنهم لا يجدون اطرا لممارستها، ومن خلال ما وثقتهم كاميراتهم يعرون هذا لفقر الذي يغزو أحياءهم.
والأعمال التي أنجزها الشباب الموهوب الذي أعطته دار الصورة دفعا ليبدع،متوفّرة على منصة رقمية باسم "شوارع" على الرابط "www.shawarie.com" ،أما الأفلام الوثائقية القصيرة فستعرض على منصة اليويتوب التابعة لدار الصورة في مواعيد مختلفة.
وأهم المراحل التي مر بها المشروع ستكون موثّقة في مجلة توزّعها دار الصورة بعد عرض آخر وثائقي في شهر أكتوبر المقبل، وسيمتد توزيع المجلة إلى الاحياء الشعبية في خطوة لإدماجهم على جميع الأصعدة.