شركة “سوموسار”: روح تضامنية بين النقابة والإدارة لضمان البقاء رغم الصعوبات

  أمل الصامت –

أشرف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يوم الثلاثاء 19 مارس 2019، على تدشين مقرّ النقابة الأساسية لشركة "سوموسار" المتمركزة بمنطقة منزل الحياة من ولاية المنستير، بدعوة من المسؤولين الاداريين والنقابيين، أين اطلع كذلك على ظروف العمل في المؤسسة.

وحيى الأمين العام للمنظمة الشغيلة في كلمة ألقاها من أمام مكتب النقابة الأساسية ما وصفه بـ"تطوّر الوعي" لدى إدارة الشركة إذ تم التوصّل إلى إنشاء هيكل نقابي اجتماعي يدافع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعمال من جهة، ويحرص في نفس الوقت على إعطاء الشركة حقوقها في العمل والإنتاج. 

شراكة في الأفكار لضمان الاستمرار

وأكّد الطبوبي أن المؤسسة التي تعطي العامل مكانته تصل في النهاية إلى نسج علاقة شراكة في الأفكار والتصورات تؤدي بالضرورة إلى نتائج أفضل، خاصة وأن القطاع الذي تنشط فيه شركة "سوموسار" يشهد منافسة كبيرة وقد لحقته أضرار كبيرة جرّاء الاقتصاد الموازي، بالإضافة إلى "إثقال كاهل المؤسسة وعمالها بمختلف أصناف الجباية وسماسرة اليد العاملة والحال أنه كان على الدولة أن تتجه إلى تنمية مواردها من خلال المهربين والمتهربين الجبائيين قبل المؤسسات المنظمة والعاملين فيها"، حسب قوله.

كما أكد في تصريح لوسائل الاعلام على هامش الزيارة، أن دور الاتحاد العام التونسي للشغل لا يكمن فقط في المفاوضات الاجتماعية لتحسين أوضاع العمال بل كذلك في ضمان ديمومة المؤسسة خاصة تلك الصامدة في وجه الصعوبات المادية والاجرائية المحيطة بها، داعيا التونسيين إلى الاقبال على المنتوج الوطني كمنتجات "سوموسار" التي غزت الأسواق الخارجية وذلك من أجل الحفاظ على مواطن الشغل التي توفرها الشركة وإنقاذ اقتصاد البلاد عموما، حسب تقديره.

ومن جهته اعتبر المدير العام لشركة "سوموسار" رياض جعيدان أن بقاء المؤسسة قائمة الذات وصامدة في وجه كافة الصعوبات يعود إلى روح التضامن القائمة بين الإدارة والنقابة ممّا خلق مناخا اجتماعيا مشجّعا على العمل، مرجحا وعي جميع العاملين بأن مستقبل الشركة مرتبط بهذا التفاهم وهذا التعاون لأن الجميع يؤمن بمقولة طارق بن زياد الشهيرة "البحر وراءكم والعدوّ أمامكم"، وهذا يعني أنه لا خيار للطرفين إلا التعاون من أجل ديمومة المؤسسة وأن  يدوم مورد الرزق لكل العاملين فيها، حسب رأيه.

واستعرض جعيدان بالمناسبة مختلف المحطّات التي مرّ بها مجمع "سوموسار" منذ تأسيسه سنة 1985 عندما كان مجرد وحدة صغيرة لإنتاج الخزف الحائطي ليتحول إلى مجمّع يضمّ عدة شركات استطاعت من خلال منتجاتها أن تفرض وجودها سواء في السوق التونسية أو في عدد من الأسواق الخارجية.

صعوبات بالجملة

وفي المقابل لم يخف جعيدان ما تمر به الشركة من صعوبات جرّاء تراجع قيمة الدينار وما لذلك من تأثير سلبي على كلفة توريد قطع الغيار والمواد الأولية، إضافة إلى إخضاع مبيعاتها إلى معلوم الاستهلاك الذي من المفروض أن يوظّف على المؤسسات المورّدة وضعف المقدرة الشرائية الذي أدى بدوره إلى ركود السوق الداخلية، مقابل التوريد المشطّ والعشوائي للخزف، إلى جانب الارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي الذي يقوم عليه عمل الشركة.

وأوضح أنه من غرائب الأمور أن بعض المؤسسات العالمية العاملة في الميدان بات يسمح لها بمنافسة الشركة هنا في تونس من خلال بيع منتجاتها في بلادنا والحال أنها هي نفسها التي  تبيع للشركة المواد الأوليّة التي تستعملها الشركة  في الإنتاج .

وبيّن جعيدان، في تصريح لوسائل الاعلام، أن مخزون الشركة من المنتجات التي تجد صعوبة في التسويق يصل إلى نحو 9 ملايين متر مربّع أي ما يعادل 50 مليون دينار جرّاء التوريد العشوائي لسلع تنتج الشركة أحسن وأفضل منها على كافة الواجهات، داعيا الأمين العام لاتحاد الشغل للتدخّل لدى الحكومة بمختلف مؤسساتها ومساعدة الشركة على الوقوف في وجه الصعوبات الكثيرة التي تواجهها من أجل ضمان ديمومتها والحفاظ على مورد رزق حوالي 700 عامل بها.

ويشغل مجمع "سوموسار" 1354 عاملا وعاملة بنسبة تأطير تفوق 25%، أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 21 و45 سنة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.