سيارات فاخرة تزاحم “التاكسيستيّة” .. وأصحاب المهنة يحمّلون وزارة النّقل المسؤولية

جواهر المساكني_

بسيارة بيضاء فاخرة وعلى الساعة الثامنة صباحا، توقّف منير(اسم مستعار) بمفترق طرقات بالمنزه الأول من ولاية أريانة أمام رجل كان بصدد انتظار سيارة “تاكسي” تقلّه إلى العمل أو للدّراسة.

منير البالغ من العمر 65 سنة، يتوقف يوميا وقت الذّروة في الأماكن التّي يتواجد فيها الكثير من المواطنين بحثا عن وسائل نقل خاصّة لتقلّهم الى عملهم أو منازلهم بعد أن تكون قد باغتتهم سرعة الزمن وأصبحوا مجبرين على ركوب أي وسيلة نقل، ويحاول (منير) اقناع المواطنين بأنّهم لن يتمكّنوا من ركوب سيارة “تاكسي” فردي بسرعة.

وفي صورة اقناعه أحد المواطنين بإمكانية ايصاله الى مكانه المراد، يطلب منير من حريفه الجلوس بجانبه في الكرسي الأمامي لايهام أعوان شرطة المرور بكونه راكبا عاديا وليس بمقابل مادي حتى لا يتم التفطن الى استغلال السيارة كتاكسي فردي بطريقة غير قانونية.

وفي حديثة لحقائق أون لاين، قال (منير) إنّه يقوم بالبحث عن الحرفاء منذ الساعات الأولى من الصباح إلى غاية المساء ويكسب يوميا بين الـ20 دينارا والـ50 دينارا، مشيرا إلى أنّه اختار استغلال سيارته الخاصّة للعمل كـ”تاكسي” لكسب أجرة يومية سيما وانّه في انتظار جراية التقاعد ولا يمكنه أن يجد عملا آخر ويكسب منه مالا في وقت قصير.

منير كان موظفا في شركة فسفاط قفصة لسنوات وقد تمتّع حديثا بالتّقاعد ممّا يعني أنه لن يتقاضى راتب التقاعد الا بعد 7 أشهر، أكد أنه لن يتوقف عن اشتغاله كسائق أجرة خارج الاطار القانوني خاصة وأن هذا العمل وفّر له مبلغا يوميا محترما وأصبح له حرفاء قارّون.

هذه “المهنة” اختارها كذلك (أحمد) الذّي أكّد في  تصريح لحقائق أون لاين، أنه اضطر الى استغلال سيارته الخاصّة في نقل المواطنين لأنّه يعيش ضائقة مالية.

وأوضح (أحمد) في حديثه، أنه عمل لسنوات خارج تونس وقد وظّف جميع الأموال التّي جمعها في مشروع افتتحه في جهة المنار إلا أنّه أفلس، مبيّنا انه وجد حلّ استغلال سيارته الخاصّة الفاخرة مربحا متخوفا من تفطّن الوحدات الأمنية له لذلك فهو يوصي جميع حرفائه بالجلوس بجانبه والايهام بأنه فرد من العائلة أو أحد الأصدقاء.

وأكّد (أحمد) أنه بات لديه حرفاء يوفرون له أجرة شهرية لا تقّل عن 300 دينار للحريف الواحد.

انتشار ظاهرة استعمال السيارات الفاخرة في مجال النقل وخارج الأطر القانونية، أكده الأمين العام للإتحاد التونسي للتاكسي الفردي فوزي الخبوشي الذي لاحظ أن هذه السيارات أصبحت منتشرة بكثرة خاصّة في تونس الكبرى.

وقال الخبوشي في تصريح لحقائق أون لاين، “إنهم دخلاء يزاحمون أصحاب التاكسي محملا وزارة النّقل مسؤوليتها الكاملة للتصدي لهذه الظاهرة غير القانونية معتبرا كذلك أنّهم  يشكّلون خطرا على الامن العام.

كما اعتبر محدّثنا، أن المواطن كذلك يتحمّل مسؤوليته في استعمال هذا النوع من النقل مشيرا الى أن أصحاب السيارات الدخيلة لا يوفرون اجراءات التأمين الخاصة بالنقل للمواطنين.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.