ريم الرياحي في “براءة”.. انتقال سلسل بين المواقف الدرامية

 يسرى الشيخاوي-

ريم الرياحي ممثلة تونسية، عرفها الجمهور في بداياتها عبر  الفوازير ولفتت إليها الأنظار ببساطة أدائها وعفويتها وقدرتها على التنقل من حالة إلى أخرى بسلاسة.

هي ممثلة خطت اسمها في المشهد الدرامي التونسي عبر شخصيات مختلفة تقلبت بينها ورسخت في ذهن المشاهد التونسي، من ذلك شخصية "روضة" في "الخطاب على الباب"، و"حنان" في "ناعورة الهواء"، و"نجوى" في "نوبة2".

وهذه السنة تصافح ريم الرياحي جمهور الدراما الرمضانية عبر  دور "زهرة" في مسلسل "براءة" من إخراج سامي الفهري، ومن بطولتها وفتحي الهواوي وعزة سليماني وعزيز الجبالي وأحلام الفقيه وغيرهم من الممثلين.

و"زهرة" في المسلسل زوجة "وناس" (فتحي الهداوي)،  ربت إبنه وابنته بعد أن فارقت أمهما الحياة ولم تميز بينهما وبين إبنها منه لكن ذلك لم يشفع لها لديه حينما قرر الزواج على خلاف الصيغ القانونية من المعينة المنزلية "بية" (أحلام الفقيه).

وفق ضوابط المجتمع السطحية التي لا تأخذ إلا بظاهر الأمور، تبدو "زهرة" إمرأة محظوظة فهي متزوجة من رجل ميسور الحال وترتدي مصوغا كثيرة، لكنها في الواقع مسلوبة الإرادة منعدمة الكيان أمام زوجها الذي لا تملك أن تعارضه لأنها تستبطن فكرة أنها دونه تصبح بلا سند.

هذه التفاصيل التي تصنع منها شخصية مثيرة للغضب وللشفقة في الآن ذاته، صورتها الممثلة ريم الرياحي بتعبير وجهها وبنظراتها وبدمعها المكتوم وابتساماتها الصارخة، وهدوئها أحيانا وحالات الهستيريا التي تنتابها أحيانا أخرى.

"زهرة" شخصية مركبة، بل إنها شخصيات داخل شخصية واحدة، تمكنت الرياحي من تفاصيلها وأدتها بصدق بلغ المشاهدين فعابوا عليها (الشخصية) خنوعها وخضوعها لزوجها وتقويضها لحقوق المرأة ومكتساباتها حينما قبلت أن تتقاسمه مع إمرأة ثانية.

كيفية تعاملها مع ما أتاه زوجها كانت مستفزة جدا، وحتى خوضها لنقاشات مع جارتها(كوثر الباردي) أيضا، لكنها سرعانما ما تنجح في نقل المشاهد من خانة الغضب من تسليمها بالأمر الواقع إلى خانة الشفقة عليها من نفسها وممن حولها.

ولعل من بين أكثر المشاهد تعبيرا على حالة "الفصام" التي تعيشها "زهرة" برغبة منها هو حضورها  عقد القران الوهمي الذي يشرعن به زوجها جريمته التي يعاقب عليها القانون، بفستانها الأسود ووجها الجامد وعينيها المثقلتين بالوجع، وجع إمرأة رضت على نفسها الذل.

ريم الرياحي، أجادت التنقل بين تفاصيل الوجع واللامبالاة في هذا المشهد وفي مشهد آخر حينما حل رجل الأمن بالمنزل للاستفسار بخصوص واقعة الزواج على خلاف الصيغ القانونية، كانت ترد على أسئلته بكل برود وأريحية بما لا يدع مجالات للشك في أنها تكذب ولكنها حينما أغلقت الباب استسلمت لنوبة بكاء.

من المشاهد الاخرى، التي لفتت فيها "زهرة" الأنظار هو الحوار الذي دار بينها وبين ابنها "أنيس"(جوهر بوذينة) والذي انتقلت فيه من حالة هدوء وهي تبادل الحديث إلى حالة من الهستيريا تفضح ما يعتمر داخلها من مشاعر غضب ورفض لا تصرح بها علنا وتستجير منها بالخضوع.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.