بقلم عبد السلام بن عامر –
لعلمكم، سيدي، أنني توجهت منذ ثلاثة أيام عبر موقع حقائق أون لاين برسالة مماثلة إلى المسؤول الأول حاليا في اتحاد الشغل. وإذا كنت في تلك الرسالة لم أجد الكلمات الكافية للتنديد بالجريمة المرتكبة في حق التعليم، فإنني في رسالتي إليكم لن أتحدث عن غير هذه الجريمة.
لقد تورط نقابيو الثانوي في ارتكاب خطأين لا يغتفران أخلاقيا وقانونيا: حجب الأعداد وتعليق الدروس الذي دخل بعد يومه الرابع.
ولأنكم تعرفون جيدا أن اولياء التلاميذ ضاقوا ذرعا بما يحدث من جرائم في حق أبنائهم، وتعرفون أن الرأي العام عُبِّئَ غضبا ضد المدرسين عموما، وتعرفون خاصة العناد الذي يسكن نقابيي الثانوي خاصة…لكل ذلك انقضضتم على الفرصة، دون أدنى اعتبار لمقتضيات شيء اسمه “حفظ ماء الوجه”، ورفضتم التفاوض تحت الضغط والحال أنكم أنتم أيضا تلجؤون إلى نفس الضغط: الشرط المسبق، لتحشروهم في الزاوية لغايات أبعد ما يكون عن النبل..
يجوز أنكم ستربحون هذه المعركة إذا واصل المدرسون تجاهل كون “الاعتراف بالذنب فضيلة”..وكون التراجع أيضا من وسائل ما يسمونها “حربا” معكم.. وخاصة إذا لم يدركوا أننا أمام مصلحة أبنائنا التلاميذ، أقوانا من يتنازل الأول..ومن يتتنازل أكثر..ولكن الأكيد الأكيد أن الخاسر الأكبر هو مئات الآلاف من التلاميذ وأولياؤهم.. ومن خلالهم تونس..هذا البلد الجميل الذي يتأكد يوما بعد يوم أننا لا نستحقه..