رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي

وردت على ادارة التحرير في  صحيفة حقائق أون لاين هذه الرسالة التي وقعت من قبل عدد من المتحصلين على شهادة الدكتوراه من الجامعة التونسية التي نقوم بنشرها كما هي في إطار حرية التعبير وباعتبار أهمية ملف التعليم العالي والبحث العلمي في تونس الجمهورية الثانية:

 تحية طيبة وبعد، نحن مجموعة من الحاصلين على الدكتوراه من اختصاصات مختلفة نتابع الموقع الإلكتروني لوزارتكم المحترمة بصفة دورية علّنا نحظى بوجود إعلان عن مناظرة الأساتذة المساعدين للتعليم العالي، ولكن إلى تاريخ هذه الرسالة لا شيء جديدا، بل إن الأخبار "تُبشرنا" بحجب المناظرة هذه السنة أو بالتقشف الكبير في عدد الخُطط المفتوحة. 

لا نظنها تهمكُم كثيرًا الوضعية الاجتماعية أو النفسية لمن قضى على الأقل 10 سنوات بعد البكالوريا وهو يُعد رسالة الدكتوراه، ليجد نفسهُ محرومًا لا من العمل فقط، بل ومن فرصة لتحصيل هذا العمل. هل تدركون حضرتكم ومستشاريكم وإطاراتكم وموظفيكم ،الرسالة التي تبعثون بها إلى شباب يعاني أصلاً من حالة إحباط شديد؟إنها رسالة مفادها أن الاجتهاد والعمل لا قيمة لههما  في هذه البلاد وأن "المادة الشخمة" التي راهن عليها بورقيبة وأكّد عليها في أكثر من مناسبة رئيس الدولة الحالي لم يعُد لها أي أهمية وغير مُرحب بها. 

السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نتساءل ، كما نظن أن العديد ممن هم في وضعيتنا يتساءلون ، عن جدوى المنح التي قدمتها لنا الدولة لنُتم أطروحاتنا في الداخل والخارج؟ ما الفائدة إذا كنا سنجد أنفسنا في الأخير غير مسموح لنا بالمساهمة في تطوير البلاد من خلال ما حصّلناهُ من معارف وخبرات؟

من جملة الأخبار التي تسربت لنا أن الإلغاء أو التقشف في الخطط مُرتبط بتراجع عدد الطلبة والحال أن الجميع يعلم العدد الكبير للساعات الإضافية التي يقوم بها الأساتذة القارون، والنقص الكبير في الأساتذة، حتى أن بعض المواد يتم إلغاؤها أو تدريسها في حصة واحدة قبل الامتحان.

من بين الأعذار التي يروج لها أيضا الوضعية الاقتصادية للبلاد. والمُضحك المبكي في نفس الوقت أن هذا العذر عوض أن يكون سببًا في إلغاء المناظرة كان يجب أن يكون سببًا في الرفع من الخطط، فكيف لدولة لا تستثمر في العقول وفي البحث العلمي يمكن أن تتطور؟ كيف لدولة لا تراهن على ذكاء شبابها يمكن أن تلحق بركب الشعوب المتطورة؟ كذلك فإننا لا نفهم لماذا التقشف فقط في مجال بهذه الأهمية، في حين لا يتم التقشف في قطاعات أخرى، لا بل يقع الترفيع في الانتدابات؟

حدود البلدان وأمنها لا يُحصنان فقط بالجنود والشرطة أو بالسجون –على أهميتها- ..ومقاومة الإرهاب لا تكون فقط بالدبابات والطائرات بل بتنوير العقول وتعليمها التفكير. تجوعُ الحرة ولا تأكُل من ثدييها وتجوع الدول الحرة ولا تأكل من ذكاء أبنائها.

تونس في 21 /05 /2016

* مجموعة من المتحصلين على شهادة الدكتوراه من الجامعة التونسية

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.