قسم الأخبار –
هدد عدد من النواب الأميركيين البارزين، تركيا، بإصدار تشريع يمنع شراء أنقرة لمقاتلات طراز F-35 الأميركية، وفرض عقوبات على تركيا، عضو الناتو، إذا حصلت على منظومة الدفاع الجوي الروسي طراز S-400، في تصعيد للضغوط على الرئيس رجب طيب أردوغان، حسبما نشر موقع "Defense News" نقلا عن مقال رأي تم نشره في صحيفة "نيويورك تايمز".
وجاء في المقال تأكيدات من قيادات في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنه إذا حصلت تركيا على صواريخ S-400، "فلن تصل طائرات F-35 إلى الأراضي التركية.
وسيتم وقف المشاركة التركية في برنامج F-35، بما يشمل تصنيع قطع الغيار وخدمات الصيانة والإصلاح للمقاتلات، وسيتم استبعاد الشركات التركية من سلسلة التصنيع والتوريد في إطار برنامج مقاتلات F-35".
وقال أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي "نحن ملتزمون باتخاذ كافة الإجراءات التشريعية اللازمة لضمان تنفيذ هذه الخطوات".
وأضاف المشرعون أن تركيا شريك مهم في برنامج F-35، ولكن يمكن الاستغناء عنها.
وتستهدف الرسالة التي يبعث بها أعضاء مجلس الشيوخ، أردوغان تحديدا ليضع، في حساباته خلال عملية اتخاذ القرار بشكل واضح، التكاليف الاقتصادية التي ستتكبدها تركيا إذا خرجت من برنامج الإنتاج المشترك لمقاتلة لوكهيد مارتن F-35 ، فضلا عن التكاليف الجيوسياسية في حال انجرف أردوغان باتجاه موسكو مبتعدًا عن الناتو.
وتتضمن الرسالة أيضًا إشارة إلى أردوغان بأنه لا يمكنه الاعتماد على الجهود الدبلوماسية الشخصية التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث سيقف الكونغرس كعائق في الطريق.
وتقر الرسالة أيضا بأن الهيمنة الجوية الأميركية تعتمد على F-35، الذي يعد "أكبر برنامج طائرات مقاتلة من الجيل الخامس في العالم، والذي تتخطى استثماراته التريليون دولار ويضم عددا من الشركاء الدوليين، من بينهم تركيا"، ولكن لن يمكن دمج المقاتلة F-35 جنبا إلى جنب ومنظومة الصواريخ الروسية S-400" حيث سيؤدي ذلك إلى إطلاع الجيش الروسي على كيفية عمل المقاتلة F-35".
وأضاف أعضاء مجلس الشيوخ في مقالهم: "من المقرر أن تصل صواريخ S-400 إلى تركيا في جويلية بينما تصل مقاتلات F-35 في نوفمبر، وحان الوقت لكي يقرر الرئيس أردوغان أيهما سيختار".
وأعربوا عن أملهم "في أن يتم التخلي عن صواريخ S-400 الروسية، وأن يعتمد في الدفاع عن الأجواء التركية بواسطة نظام باتريوت والاحتفاظ الترتيبات الخاصة بالمشروع المشترك لمقاتلات F-35".
أما إذا اختار أردوغان الحصول على صواريخ S-400، فسيتم معاقبة تركيا على النحو المطلوب وفرض عقوبات بموجب القانون الأميركي لمكافحة خصوم أميركا.
ويحذر أعضاء مجلس الشيوخ في لجنتي الخدمات العسكرية والعلاقات الخارجية من مغبة فرض العقوبات التي من شأنها أن تلحق اقتصاد تركيا أبلغ الضرر، حيث ستقوض الأسواق الدولية وتنشر المخاوف بين القائمين على الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا، بالإضافة إلى تعطيل صناعة الطيران والدفاع التركية.
وأوضح المقال أن من بين "العواقب الوخيمة"، التي ستترتب على تخلي تركيا طواعية أو جبريا عن برنامج F-35 المشترك، أنه سيتم إهدار استثماراتها البالغة 1.25 مليار دولار ولن تحصل على ما يزيد عن 100 مقاتلة طراز F-35 التي تعاقدت على شرائها، ومن ثم ستضطر إلى الاعتماد على طائرة مقاتلة بديلة بقدرات أقل ولن تتسلمها قبل عدة سنوات مقبلة.
وستتوقف المصانع التركية التي تتولى إنتاج أجزاء من طراز F-35 تمامًا.
وكتب نواب مجلس الشيوخ الأميركي أنه سيتم تحويل كافة أعمال وخدمات الصيانة والإصلاح والترقية لمحرك F-35 من تركيا إلى منشآت أخرى في أوروبا.
وبالتالي "سوف يتلاشى أمل أردوغان في جعل صناعة الدفاع التركية ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي في المستقبل".
وأعرب النواب الأميركيون عن التزامهم "ببذل كل ما في وسعهم لمساعدة تركيا" إذا تراجع أردوغان عن صواريخ S-400 وكان هناك رد فعل انتقامي من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على صعيد القطاعات الاقتصادية التي تعتمد فيها أنقرة على موسكو.
ويقول النواب الأميركيون إن بوتين "يحاول فصل تركيا عن الغرب باستخدام منظومة صواريخ S-400"، موضحين أن "بوتين يخشى ويحترم تركيا الراسخة استراتيجيا في الغرب والتي تلتزم بالولاء لحلف شمال الأطلسي. "ونأمل أن يختار أردوغان هذا المستقبل لتركيا برفض حيلة بوتين المثيرة للانقسام S-400 التي ستؤدي إلى الانفصال والانقسام، وتلبية متطلبات الدفاع الجوي التركي من خلال الاعتماد على منظومة باتريوت والمضي قدمًا كشريك مهم في برنامج F-35".
المصدر: العربية نت