ديبلوماسي سابق: زيارة الشاهد للسعودية سعي لحشد الدعم لمشروعه السياسي .. و النهضة لن تنظر إليها بعين الرضا

يسري اللواتي-

 

يسعى رئيس الحكومة يوسف الشاهد من خلال زيارته التي يؤديها الى المملكة العربية السعودية الى أن "يظهر في صورة رجل الدولة القوي والذي يلقى عليه الأضواء داخليا وخارجيا"، وفق تقدير الديبلوماسي والسفير السابق جلال الأخضر.

واعتبر الأخضر في تصريحه لــحقائق أون لاين اليوم الخميس، أن زيارة يوسف الشاهد الى المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها عددا من الرسائل والأهداف السياسية والاقتصادية، ويمكن قراءة أهدافها ديبلوماسيا كونها تأتي في اطار خدمة مصالح البلاد مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي تشهدها المنطقة في ظرف يتميز بالانقسامات وسياسة المحاور، مشددا على ضرورة النأي بتونس عن كل التحالفات الحاملة لخلفيات سياسوية تناصر طرفا معينا.

واقتصاديا، أكد المتحدث على أهمية أن تكون للزيارة تبعات ايجابية على الاستثمارات السعودية وحلفائها في البلاد على غرار امكانية استئناف مشروع "سما دبي" الاماراتي التي توقف منذ سنوات.

في سياق متصل أفاد بأن الشاهد يسعى من خلال هذه الزيارة أيضا الى ابراز أن "الامتداد الديبلوماسي والخارجي لتونس لا تحتكره رئاسة الجمهورية فقط بل للقصبة نصيب في ذلك"، منبها أنه من حق رئيس الحكومة أن يكون له توجه ومصالح لكن شريطة خدمة مصالح البلاد من الناحية الاقتصادية اضافة الى اسناد مكانة متميزة للجالية التونسية بالمملكة، وفق تعبيره.

وخلص الديبلوماسي السابق الى كون الزيارة تتضمن عدة أبعاد من بينها التونسي – التونسي وبعد خارجي وبعد آخر سياسي يتعلق بالشاهد نفسه، معتقدا في الآن ذاته أن النهضة لن تنظرإلى هذه الزيارة بعين الرضا، وفق تقديره.

وتابع بأن رئيس الحكومة يستطيع من خلال هذه الزيارة رمي عصفورين بحجر واحد، أي أنه يظهر في صورة رجل الدولة القوي الذي له مكانة مميزة، اضافة الى احراج النهضة كون الحلف السعودي في خصام مع الاسلام السياسي الذي تدعمه دولة قطر.

وقال الأخضر الذي شغل منصب سفير تونس بالاتحاد الافريقي، إن رئيس الحكومة يلتمس أيضا من خلال الزيارة التي يؤديها الى السعودية حشد دعم سياسي واقتصادي عربي وأجنبي خاصة وأنه يجهز لمشروع سياسي قد يشارك في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وفسر في السياق ذاته، أن ضمان الشاهد لدعم السعودية سيفتح له الباب أمام دعم الولايات الأمريكية والدول الأوروبية، وفق رأيه

ويؤدي رئيس الحكومة يوسف الشاهد بداية من اليوم الخميس زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية تمتد ليومين، هي الأولى منذ توليه المنصب في أوت 2016.

وتم خلال اليوم الأول من الزيارة توقيع مجموعة من الاتفاقيات تبلغ قيمتها 350 مليون دينار، لتمويل مشاريع تنموية فلاحية والتزود بالماء الصالح للشراب بالوسط الريفي وتشمل عددا من المناطق ذات الأولوية من بينها جومين وغزالة وسجنان ومنح لصيانة بعض المعالم الدينية.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.