دور بريطانيا القديم الجديد في المعادلة الليبية

شذى العياري-
في ظل الوضع المتوتر الذي تعيشه ليبيا جراء الصراع الدائر بين القوى السياسية في البلاد، عاش سكان العاصمة الليبية طرابلس السبت ليلة مرعبة على وقع اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين في مشهد يعيد شبح الانقسام العسكري في البلاد.
حيث أسفرت هذه الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين مؤثرتين في غرب ليبيا، عن سقوط قتيل من المسلحين وخسائر مادية كبيرة كما قال مصدر في وزارة الداخلية الليبية لوكالة الأنباء الفرنسية.
كما سُمع دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار برشاشات ثقيلة بالقرب من سوق الثلاثاء.
 
وفي السياق، قال عبدالعزيز عقيلة، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم الإعلام في جامعة سرت، إن "المعادلة داخل البلاد صعبة للغاية"، متوقعًا مزيدًا من التدهور في ظل الحالة العالمية نتيجة العملية الروسية في أوكرانيا.
 
وأضاف عقيلة، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "هناك ثلاث أسباب رئيسية أدت إلى الحالة التي تعيشها البلاد الآن وما يعانيه المواطن من تردٍ في جميع مناحي الحياة؛ أولها: إصرار جميع الكيانات الحالية على التشبث بالسلطة لضمان مزيدٍ من المكاسب على حساب الوطن، والدخول في الصراع وتدمير البنية التحتية".
 
كما تحدث تقرير لمعهد الدراسات السياسية والجيوسياسية البريطاني، عن خطط المملكة المتحدة بالتعاون مع الأتراك في ليبيا، لدفع معسكر الغرب الليبي وقيادات الإخوان المسلمين لشنّ عملية عسكرية تستهدف السيطرة على المنطقة الممتدة من مدينة سرت عبر قاعدة الجفرة إلى منطقة الهلال النفطي من أجل السيطرة على الموانئ النفطية في منطقة البريقة.
هذه السيطرة تهدف الى تأمين المصالح الغربية في البلاد، من خلال السيطرة على النفط وإيقاف إغلاقه، وعزل الكيان السياسي شرقي البلاد عن صنع القرار والتأثير على مسار الأحداث في ليبيا، وإرغام البرلمان الليبي والجيش الوطني الليبي على الخضوع والتسليم لسلطة عبد الحميد الدبيبة الموالي للغرب.
 
فقد استند التقرير إلى أنباء ومعلومات تحدثت عن وصول أكثر من طائرة عسكرية تركية إلى قاعدة الوطية وإلى مصراتة، محملين بعشرات قاذفات الصواريخ من نوع (جافلين)، وأنظمة صواريخ أخرى مضادة للدبابات، وبحسب التقرير فإن هذا النوع من العتاد وكميته لا يمكن تصنيفه كدعم "دفاعي" للقوات التركية في ليبيا، بل من خلاله يتم التحضير لـ "اجتياح".
 
من جهته، أكد عضو مجلس النواب، طلال الميهوب، أن بريطانيا تدفع نحو حرب جديدة وفوضى في ليبيا عبر عودة المطلوب عبدالحكيم بلحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة وافتتاح سفارتها في طرابلس.
حيث قال الميهوب في تصريحات صحفية: "افتتاح السفارة البريطانية في طرابلس، جاء في إطار دعم حكومة الدبيبة منتهية الولاية وتيار الإسلام السياسي، فتوقيت افتتاح السفارة يطرح العديد من علامات الاستفهام وتحوم حوله بعض الشبهات".
وأضاف: "بريطانيا تدعم الفوضى في ليبيا، كما أنها متورطة في دعم طرف على حساب الآخر، فهي توجه رسالة للعالم بأن طرابلس آمنة، وهي بمثابة رسائل للإبقاء على الحكومة المدعومة من تيار الإسلام السياسي. والحكومة أصبحت لا تمثل الوحدة ولا الوطنية ولا الوفاق الوطني الليبي، فالجانب البريطاني يقدم الدعم العلني لحكومة الدبيبة من أجل السيطرة على المركز المالي للعاصمة الليبية".
 
بدوره، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة عن سعادته لانضمام بريطانيا للدول التي أعادت فتح سفارتها منذ السنة الماضية بعد إغلاق دام سنوات.
وبالتالي فإن ليبيا تقع الآن على منعطف خطير للأحداث التي من الممكن أن تكون عواقبها وخيمة على الليبيين، فمع التحركات البريطانية والتركية الغربية، هناك جيش ليبي في الشرق، لن يقف مكتوف الأيدي وسيقاوم حتى الرمق الأخير. مما يهدد بآتون حرب جديدة يبقى المواطن الليبي فيها الخاسر الوحيد.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.