بــسام حـمدي-
على وتر أغنية “عشيري الأول” عزف الشاهد قصيدته الغزلية لعشيره الأول حركة نداء تونس مادحا انجازاتها ومتغزلا بمؤسسها الشيخ الباجي قائد السبسي للعودة من جديد وبقوة لمركز الحزب ضاربا بمدحه عصفورين بحجر واحد.
منذ توليه منصب رئيس الحكومة، ظهر يوسف الشاهد في حوار بث على قناة الوطنية الأولى لأول مرة مادحا حركة نداء تونس معدّدا ما اعتبرها انجازات حققتها ومتغزلا في نفس الوقت بحليفها في الحكم حركة النهضة لغايات وأهداف سياسية تخص حكومته وتخص بقاءه على رأسها.
في مدحه لحزب النداء، ألح يوسف الشاهد على تأكيد شرعية انخراط أعضاء حكومته في العمل السياسي للحركة معتبرا أن النداء من أبرز الأحزاب التي حققت منافع لتونس ليؤكد منحه لوزراء النداء ترخيصا للمشاركة في الحملات الانتخابية البلدية كاعتراف بالجميل لهذا الحزب.
ولم يقف الشاهد عند مدحه لحركة نداء تونس بل غازل النهضة واعتبرها حزبا راغبا في استمرار تجربة الوحدة الوطنية على عكس الأحزاب التي غادرت الحكومة وخرجت عن مفهوم الوحدة الوطنية، وفق طرحه وموقفه.
وقد يكون هذا المنحى الجديد الذي اختاره ابن نداء تونس يوسف الشاهد من خلال العودة الى “العشير الأول” و مدح “العشير الثاني (حركة النهضة) خيارا سياسيا جديدا لرئيس الحكومة الشاب الذي تفطن الى أن الاتحاد العام التونسي للشغل قد علق ” الهدنة ” التي عقدها معه خلال توقيع التزام بينهما خاصة وأن الأمين العام للاتحاد أصبح ملحا في طلبه على ضرورة اجراء تحوير وزاري.
وربما ارتأى الشاهد اتباع سياسة التمجيد للحركة الأم وحليفتها النهضة ، لتقوية الحزام السياسي المحيط بحكومته والمشكل لها في اطار الرد على نور الدين الطبوبي بكون التحوير الوزاري من صلاحيات رئيس الحكومة لا غير علما وأن الشاهد كان قد تقرّب سابقا من الاتحاد العام التونسي للشغل واحتفل مع النقابيين بعيد الشغل وأهداهم إقالة ناجي جلول من على رأس وزارة التربية قربانا لكسب ود الطبوبي و” إخوانه” في الاتحاد.
عصفور ثان أراد صيده الشاهد بمدح النداء ومغازلة النهضة، فقد أراد من خلال خطابه كسر كل احتمالات وسيناريوهات تغييره وتعيين بديل له لاسيما وأن بعض التسريبات تفيد بوجود نية لاقالته وتعيين قيادية بنداء تونس خلفا له.
ومن غير المستبعد أن يكون لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في قادم الأيام لقاءات مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والمدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي لصياغة اتفاقات جديدة قد تثبه في منصبه أو تترجم في وثيقة جديدة تُقترح على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.
