حينما يضطر الفنان في تونس إلى الوقوف على ” ركح المحاكم بدل ركح المسارح”

يسرى الشيخاوي-

هي فنانة مسرحية عشقت الركح وعشقها، عانقت المسرح كتابة وإخراجا وتمثيلا، ونثرت هواجسها واحلامها على الخشبة التي خزّنت أنفاسها ووقع أقدامها وإيقاع الضحكات وعزف العرق وربّما الدمع.

هي الباحثة في العلوم الثقافية التي لا تفرّط في جوهر الفن الرابع مهما واجهتها الصعوبات، هي التي ألفت التغريد خارج السرب وعبّدت مسيرتها بالفن والشغف والإصرار والمقاومة، هي المقاومة المتمرّدة فوزية ثابت.

في فضاء الركح الصغير الذي بعثته ليكون منبعا للفنون والحياة قدّمت أعمالها المسرحية وآوت أنشطة ثقافية كثيرة فصدح صوت الموسيقى من بين الجدران وتعالت حروف القصائد وتناثرت ألوان اللوحات لتزين الأثير.

من هواجسها وأحلامها وآمالها خطّت نصوصا كثيرة وروت حكايات تشبه ابتسامتها ونظراتها المتقّدة املا رغم السوداوية التي توشّح الواقع من حولها، وهاهي اليوم تمر من ركح المسرح إلى ركح المحاكم، وفق قولها.

من الأعمال التي شاركت فيها " حالة أخرى"، وهي اليوم تمرّ إلى حالة أخرى بفعل ما وصفته باستهتار وزارة الثقافة في خلاص الفواتير المتخلّدة بذمّتها والإضرار المعنوي بفضاء الركح الصغير.

"الكمنجة"، عمل آخر طرّزته بأنفاسها وهاهي اليوم تعزف على أوتار الغضب والخنق على سلطة إشراف أمعنت في تجاهل مشاكل العاملين في القطاع الثقافي حتى أغرقتهم المصاريف.

من المسرحيات الأخرى، التي صالت فيها على الخشبة " الجرحي"، وهي اليوم وكثير من المسرحيين يضمّدون جراحهم بأنفسهم وسط استقالة من وزارة الثقافة في ظل الجائحة.

وإن تتالت الوقفات الاحتجاجية للعاملين في المجال الثقافي ومنهم المسرحيين فإن الوزارة لم تحرّك ساكنا إلى الآن ومازال الوضع على حاله وهو ما أفضى إلى قرار الفنانة المسرحية فوزية ثابت بمقاضاة وزارة الثقافة وكل من ساهم في الوضعية المتردّية التي آل إليها فضاء الركح الصغير.

في الأثناء يظلّ سؤال " متى تتحرك وزارة الثقافة لحلحلة أزمات منظوريها؟" معبّقا ينتظر إجابة.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.