حملة ” صحفي ضد الرداءة”.. أول الغيث قطرة

يسرى الشيخاوي-

 
انخرط عدد من الصحفيين في حملة " أنا صحفي ضدّ الرداءة" التي أطلقتها الصحفية مبروكة خذير، حملة عفوية كانت صرخة في وجه الرداءة التي غزت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة منها والمكتوبة والالكترونية.
 
"أنا صحفي ضدّ الرداءة" مفردات تبناها عدد من الصحفيين الذين يؤمنون بدور الصحافة والإعلام في بناء الديمقراطيات وتشكيل بعض من الوعي المجتمعي من خلال إنتاج إعلامي ذو جودة، إنتاج إعلامي يحترم عقل المتابع ولا يستخفّ بقدرته على التمحيص والتحليل.
 
والحملة، التي لاقت استحسانا من البعض فساندها، واستهجنها البعض الآخر ضمنيا فوءدوها وأقروا بفشلها يوما بعد انطلاقها، وسواء انتشرت الحملة ومسّت السواد الاعظم من الصحفيين الذي يعلون لواء المهنية وأخلاقيات المهنة في التعاطي مع المواد الإعلامية التي يقدّمونها أو ظلّت رهينة الفضاء الأزرق التي انتشرت منه، فإنّ ذلك لن ينفي جدّية هذه الخطوة في التصدّي للرداءة التي أمعن عرابوها في ابتكار أشكال جديدة لها.
 
لأن أوّل الغيث قطرة، ولأنّ الرسائل الهادفة لا يتبنّاها في البداية إلا قلة قليلة، فإنّ الحملة التي مازال عودها طريا تستحق مساندة من الصحفيين المهنيين الذي لا غاية لهم إلا التأسيس لمشهد إعلامي يحترم المواطن ويعري الظواهر الاجتماعية ليعالجها لا ليحصد بها نسب مشاهدة عالية عبر طرح سطحي ومبتذل في أحيان كثيرة.
 
والحملة، لا يجب أن تحيد عن مسارها وهدفها الداعي إلى إعلام يوجه خطايا نافعا وبناء للمتابعين، ويقطع مع السطحية والنمطية والاستنساخ المشوّه لبرامج تقدّم محتوى هزيلا للمشاهد، ويتصدّى لثقافة "النسخ واللصق"، على أمل أن يحظى المواطن بإعلام يعكس قضاياه ومشاكله. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.