“حديث السمكات” لفوزية ثابت.. رحلة فنية تربوية تمتد من الأرض إلى البحر

يسرى الشيخاوي- 

على ايقاع همسات الاطفال في قاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة، ارتسمت ملامح رحلة فنية تربوية تمتد من الأرض إلى البحر، رحلة نسجت تفاصيلها المخرجة فوزية ثابت في المسرحية العرائسية "حديث السمكات"، وهي من إنتاج شركة الركح الصغير.

وفي اليوم الثاني من الدورة الرابعة للملتقى الوطني لفن العرائس، قدّم المركز الوطني لفنون العرائس العرض ما قبل الأول  للمسرحية لجمهور الأطفال الذين جالوا في اعماق البحار يلاحقون حكايات السمكات ويغوصون في بعض أسرار البحر.

انطلاقا من حدث الصيد ومن التحضير له تتواتر الأحداث في المسرحية مرواحة بين الواقع والخيال ومخاطبة الأطفال في كل التفاصيل، حدث حوّلته المخرجة إلى حكاية شيقة مفعمة بالمعاني والرسائل.

قبل أن يرمي الصيد صنارته في البحر، يعد الطعم الذي يغوي السمكات ويجعلها تغادر البحر بلا عودة، ولكن هل خطر على بالك يوما أن تتساءل عما تحسه الديدان وأنامل الصياد تخنقها لتدسها في الخطاف.

بأسلوب لا يخلو من الإضحاك بلغت المسرحية معاناة الديدان والخطاف يخترق جسدها ومياه الأعماق تصيبها بالدوار، وقد كان تحريك العرائس التي تحاكي شكل الدودة مرنا وسلسا حتى أنها بدت واقعية.

ومن حكايا الديدان التي راعت فيها المسرحية المؤنث والمذكر لتتسرّب إلى الأطفال بعض المعلومات وهم يستمتعون بحركات العرائس على الركح، إلى حكايا السمك التي لم تحد فيها عن نفس النهج، تجلت بعض مظاهر الأنانية والطيش والقسوة.

وفي تهور "سمكون" الذي قرر أن يخوض رحلة للبحث عن الطعام له ولأخته بعد أن أضناهما الجوع غير عابئ بالأهوال التي قد تعترضه في عمق البحار إحالة إلى الاطفال ودعوة لهم للتريث والتحسب للمخاطر قبل اتخاذ أيه خطوة.

أما حضور " سمكة" فكان بمثابة صوت الحكمة والمرشد والدليل الذي كان في كل مرة ينقذ "سمكون" العنيد من الوقوع في سوء تقديره للأمور من حوله، فهي التي أنقذته من الطعم ومن الأخطبوط الذي مثل الطيبة وانطلت عليه الحيلة.

على وقع تصرفات "سمكون" التي تخلو من الصانة وإعمال العقل تتحرك الأحداث في المسرحية الناطقة باللغة العربية الفصحى مع تطعيمها ببعض المفردات من العامية والتي استدرت ضحك الاطفال وأضفت مسحة كوميدية على العمل.

ومن  تفاصيل الحياة الواقعية وبعض اللمسات المستلهمة من القصص والحكايات، نسجت المخرجة حبكة سردية ذات بعد تعليمي قطع مع المباشرتية ومع الملل، وأطلقت العنان لخيال الأطفال ليخمنوا في كل مرة مآال الأحداث. 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.