حازم بالرّابح.. حالة فنّية تمتدّ من الجبال إلى الصحاري

يسرى الشيخاوي-

هو فنان تجول بك موسيقاه في ذاكرة الصحاري والجبال، وتحمل إليك صدى أنفاس الصخور وآهات كثبان الرمال، تخلّصك من سطوة الزمان والمكان وتحررك من كل قيد، تئد الحدود وتغتال الوقت، إنّه الموسيقي والسينمائي حازم بالرابح.

سواء تعلّق الأمر بالموسيقى أو السينما، فإن الفنان المغرّد خارج السرب ينحاز إلى الطبيعة وإلى الحريّة والتحرر ويكسر في طريقه كل الحواجز والأطر ليرسم ملامح حالة فنية تمتد من الجبال إلى الصحاري وتنهل من تفاصيل الطبيعة.

أما الزمن الفني في أعماله فهو توليفة من الماضي والحاضر والمستقبل يتماهى فيها الحلم والواقع والحنين، زمن يحاكي مزيجا موسيقيا متفرّدا تنصهر فيه الموسيقى الالكترونية مع الموسيقى القادمة من عمق تونس، موسيقى بنكهة بربرية وافريقية تحاكي الحياة بكل تفاصيلها.

موسيقاه القادمة من حياة الليل والممتدة في التاريخ والجغرافيا، متمرّدة متحرّرة لا تبالي بالتصنيفات، تراود الأجساد وتدفعها إلى الرقص بحركات صاحبة ومجنونة تحاكي اهتزاز الكثبان الرملية إذا ما تسللت إليها الألحان النابعة منها، فحازم بالرابح يستلهم موسيقاه من الصحراء، وفق حديثه مع حقائق أون لاين.

وفي تظاهرة الكثبان الالكترونية كان حاضرا ليغرق أحباء الموسيقى الالكترونية في تفاصيل حالته الفنية المتفرّدة، وإلى حضن المكان الذي يلهمه موسيقيا وسينمائيا عاد محدّثنا ليشارك تجربته الموسيقية على وقع عناق السماء والصحراء.

وعن مشاركته في هذه التظاهرة الفنية، لا يخفي سعادته بحضور موسيقيين تونسيين معروفين على المستوى العالمي بموسيقى الكترونية مختلفة السياقات تلتقي عند الرغبة في الخروج بها من الحياة الليلية.

بالنسبة لموسيقاه، فقد سعى إلى إضفاء لمسة افريقية وأخرى بربرية على الموسيقى الالكترونية وعمل مع مغنّين على غرار نضال اليحياوي ومنير الطرودي، وكانت غايته مزج بعض الأغاني التراثية مع الموسيقى الالكترونية في محاولة لـ"تسريبها" إلى الحياة الليلية، وفق حديث حازم بالرابح.

وعن خلق توليفة موسيقية تنهل من الموسيقى الالكترونية وتستمد بعض خصائصها من الموسيقى التونسية، يقول محدّثنا إن المسألة لا تحلو من جمالية وبحث وهو يعكف عليها منذ مدّة إذ تنهل موسيقاه من الأغاني التونسية النابعة من الجهات التونسية بجبالها وصحاريها، وتستلهم منها بعض الخصائص التي تتماهى مع الموسيقى الالكترونية دون أن تشوّه إحداهما الأخرى,

وعن علاقته الخاصة بالصحراء وبالطبيعة عموما، يشير إلى أنّ الصحراء طالما كانت مصدر إلهام حتّى في أفلامه السينمائية وأنّه يحبّذ الفضاء الخارجي والطبيعة التي يحيا في تفاصيلها  ويقتبس الأصوات والصور من صحاريها وغاباتها وبحارها.

*الصورة من صفحة حازم بالرابح 

 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.