“جينيريك المسلسلات التونسية”.. حينما يقود الفنان راسم دمق عرضا عنوانه الحنين

 يسرى الشيخاوي-

في خانات الذاكرة حفظت بعض المسلسلات والمسلسلات مكانها، وليس أقدر من الموسيقى على مقارعة الزمن والنسيان فبعض الألحان حية دائما بل إنها تتعتق بمرور الزمن لتصير ملاذا ومينا سلام نتعفف فيه من أعباء واقع يغشاه السواد.

من هذا المنطلق، يلازمنا جينيريك البداية في بعض المسلسلات إذا ما اختار مؤلفوه تفاصيله بحرص وعناية، وهو الواجهة الأولى لأعمال تلفزية نستذكرها إلى يومنا هذا ونتكهن أسماءها مع بداية النوتة الاولى فهي جزء من ذاكرتنا وذكرياتنا.

على هذه الأوتار عزف الأوركستر السيمفوني التونسي في أولى سهرات ليالي رمضان بعنوان "جينيريك المسلسلات التونسية، ليحمل الجمهور إلى ماض جميل على أجنحة موسيقى تراود الخيال وتشرّع أبواب الذاكرة.

هي ليست مجرد موسيقى نستمع إليها ونتقابل أو نصفق أو نردد الكلمات المرافقة لها إن وجدت، هي جزء منا، من نشأتنا، ومن حكاياتنا، ومن ذكرياتنا التي لن تغادرنا ما حيينا، هي كل تلك اللحظات الجميلة التي التأم فيها الشمل أمام التلفزيون وعلت فيها القهقهات لموقف كوميدي وشابها التأثر لمشهد ما.

كل تلك الأمسيات الرمضانية بتفاصيلها، بروائحها وأطعمتها وأصواتها، تتواتر على إيقاع توزيع موسيقي اكتسى روحا أخرى أجدها الاركستر السمفوني التونسي بمشاركة الكورال الوطني و كورال سيدي سامي للأطفال.

مائة وأربعون موسيقيا بقيادة الفنان راسم دمق، يحيون جينيريك المسلسلات على طريقتهم ويحيون معها لحظات من العمر، ويغازلون ذاكرة الجمهور الذي رسم ابتسمت على وجوهه تعبيرات مختلفة اقتنصتها عدسات المصورين الصحفيين، تعبيرات امتزج فيها الحنين بألق الطفولة الذي سكن الأعين.

جينيريك"الدوار"، و"عنبر الليل" ، و"الخطاب على الباب"، و"منامة عروسية"، و"شوفلي حل"، و"حرقة"، "الفوندو"  وغيرها، قدمها العرض ليثبت أن الموسيقى تتغلب على الزمن وتتحدى النسيان من خلال تفاعل الجمهور الذي تسنى له أن يسافر عبر الزمن.

العرض الموسيقي الموشح بالحنين لم يكتب بعرض جينيريك المسلسلات إنما عرض جينيريك سلسلة "افتح يا سمسم" الموجهة للأطفال، ليخاطب الطفل داخل الحضور ويراود توقه الى حقبة من الزمن ولت ولم تبق منها غير لحظات محفورة في القلب والعقل.

وفي هذا العرض، الذي لفت فيه الفنان راسم دمق وكل العازفين الحاضرين فيه قدرتهم على تطوير الألحان بطريقة تروح بين الحفاظ على هويتها الأصلية ولمسة التجديد التي تضفي عليها اختلافا أخّاذا، يشار أيضا كل من المغنين محمد علي شبيل ونجاة ونيس، وأحمد الرباعي وجنجون.

وباستثناء الجمهور الحاضر في مدينة الثقافة ملبيا نداء الحنين، كان العرض محل متابعة من مشاهدين القناة الوطنية التي نقلت بثا مباشرا ولكنها لم تكلف نفسها عناء كتابة أسماء الملحن والموزع والشاعر لجمهورها، على أمل أن تتدارك الأمر في عروض قادمة.

*الصورة من صفحة مدينة الثقافة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.