“جنون القايلة”.. رصاصة القضاء في قلب السرقة الفكرية

 يسرى الشيخاوي-

مما لا شكّ فيه أن السرقة الفكرية سوسا ينخر المجالات الفنية في تونس ، فيمكن لاحدهم أن يسرق لحنا أو فكرة وحتّى سيناريو بأكمله كما هي الحال في قضية سلسلة "جنون القايلة" التي بثّت في جزءين على القناة الوطنية الأولى.

وبعد سنتين ذاق فيهما مؤلفي السلسلة وسام التليلي وياسين الليل ألوانا من الضرر المعنوي، من سرقة مجهودهما الفكري إلى التشكيك في مصداقيتهما من البعض وتشويه السيناريو الأصلي.

ورغم الألم المعنوي الذي خلّفته حادثة سرقة السيناريو ذلك ان السيناريو هو بعض من ذكريات كاتبه وهواجسه ومشاعره، وفق قول المخرج والسيناريست وسام التليلي، خاض صاحبا السيناريو الأصلي معركتهما إلى الأخير.

وجهود الكاتبين اللذين ناضلا من اجل الاعتراف بحق الكتاب والمؤلفين من منطلق مبدئي لم تذهب عبثا إذ أنّ القضاء أنصفهما وحكم لصالح الدعوى التي رفعاها ضد شركة إنتاج السلسلة التلفزيونية  وأقر ملكيتهما الفكرية لسيناريو العمل.

وفي حديثه مع حقائق أون لاين، يقول وسام التليلي إنّه سعيد بهذا القرار لأن فيه ردّ اعتبار لهما وهما اللذان تابعا طيلة سنتين سرقة مجهودهما الفكري من قبل شركة الانتاج بل إنّ المنتجة رفعت به قضية في الثلب حينما تحدّث عن سرقة السيناريو.

 وعن تفشي ظاهرة السرقة الفكرية، يشير التليلي إلى أن الامر راجع إلى استسهال مجهود الفنانين والادباء مما يجعل السطو على أعمالهم متاحا خاصة في ظل غياب تشريعات تضمن حقوق المؤلف، مؤكّدا ان هذا لن ينعكس سوى سلبا على المجالات الفنية والفكرية.

وبعد قضية "في هاك السردوك نريشو" التي رفعها المنصف الذويب ضد المسرحي لمين النهدي وأقرت فيها المحكمة بأحقية الاوّل بالملكية الفكرية للنص، تأتي قضية "جنون القايلة لتلقي الضوء على وضعية الملكية الفكرية في تونس.

وفي قضية "جنون القايلة" عيّنت المحكمة خبيرا ماليا لتقدير المبالغ التي تم جنيها من السلسة التلفزيونية ليتم لاحقًا تحديد قيمة التعويض المادي، وفق قول وسام التليلي الذي أعرب عن امله في ان يكون قرار المحكمة درسا لكل من تخوّل له نفسه الاستهانة بمجهود فكري أو سرقته.

وقرار المحكمة ليس إلا رصاصة يطلقها القضاء في قلب السرقة الفكرية التي تفشّت بشكل جعل الكثيرين يغضون عنها النظر ويطبعون معها أحيانا تحب مببرات تتخذ تسميات وأشكال مختلفة.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.