جلول يتحدث عن أزمة نداء تونس

قال وزير التربية والقيادي في حركة نداء تونس ناجي جلول إن نداء تونس تشكّل في ظروف استثنائية حول زعامة تاريخية نادرة وهو الباجي قائد السبسي.

وأوضح جلول، في حوار خصّ به حقائق أون لاين، ان التوحيد في نداء تونس كان حول إنهاء حكم الترويكا الذي نحن نعاني منه الآن في هذه الوزارة كما عانت منه البلاد، مبيناً انه بعد وصول النداء إلى السلطة تفجّرت الصراعات لأنّ هذا الحزب كان له مشروع وحيد وهو إنهاء سلطة الترويكا، لهذا فالحزب لم يولد بمشروع للحكم، حسب تعبيره.

وأضاف "قد كان علينا بعد الفوز في الانتخابات بناء مشروع للحكم، ونحن بقينا في المشروع الكبير البورقيبي للدولة الحديثة الذي هو مشروع فكري-سياسي ولكنّه ليس للحكم خلال تلك الفترة. كان علينا أن نبني ولكن للأسف سقط نداء تونس في خلافاته العميقة و صراع الزعامات و تضخم الأنا لدى البعض".

وأبرز وزير التربية ان المسألة أصبحت اليوم مسألة زعامات نظراً لخروج الباجي قائد السبسي وابتعاده عن الحزب مما أفقد النداء الزعيم الذي يحصل حوله توافق، موضحا ان نداء تونس اليوم لا يمكن أن يصنع باجي قائد سبسي جديدا، لذلك لا بدّ من التوصل إلى توافق بين زعاماته دون إقصاء.

وبيّن انّ أزمة نداء تونس هي أزمة النخبة التونسية بصفة عامّة فهي ليس لها ملامح مشروع سياسي قائلاً "السؤال الأهم هو كيف نرى تونس سنة 2030 و 2050؟".

واعتبر ان ما ينقص النخبة السياسية بشكل عام وقيادات نداء تونس هو تصوّر شامل لمشروع كبير مبرزاً ان المشروع السياسي يجب ان يكون متمحوراً حول "ماذا نريد لتونس 2050؟" ومضيفاً ان النخبة السياسية التونسية و نخبة نداء تونس مازالت تتحسّس هذا المشروع وان غياب المشروع الذي يوحدّ الزعامات أدخل الحزب في صراعات شخصية وغابت الصراعات الفكرية و السياسية الحقيقية.

وأعرب جلول عن اعتقاده بأن أزمة نداء تونس ليست أزمة روافد متسائلاً "أين هي هذه الروافد؟" وموضحاً انه لا يؤمن بالرافد النقابي كما أنه لا يتصوّر ان هناك صراعاً بين اليسار والدساترة.

وأكد ان هنالك اليوم أزمة مشروع سياسي يجب على نخبة نداء تونس حلّها، مشيراً إلى ان أزمة نداء تونس هي موجودة داخل المجتمع التونسي برمتّه وهذه الأزمة تتمثّل في أزمة العقل السياسي.

وأردف حديثه بالقول انّ أزمة نداء تونس هي أيضا أزمة المثقف الذي يسميه غرامشي المثقف العضوي، مبيناً ان جلّ النخبة التونسية تأخذ الأفكار من الكتب من ماركس و بورقيبة و لينين و ربّما من أوباما.

وأشار إلى ان هؤلاء يجب ان يعكسوا ما استهلكوه نظرياً على أرض الواقع وان أزمة النخبة التونسية تتلخّص هنا مبرزاً ان النخبة التونسية مازالت تعيش جزئيا في عالم افتراضي لأنّها لم تمارس الواقع الذي لم تشتغل عليه و لم تغيره، وفي آخر المطاف لم تقم بدورها في الارتقاء بالمواطن العادي من صنف المستهلك إلى المواطن المساهم، وفق تصريحاته.

وشدد على ان الخلاف في نداء تونس هو خلاف زعامات "متسرّعة" معتبراً ان المؤتمر الوطني قادر على نزع فتيل الأزمة وتطويق الخلافات إلا ان المشكل كيف يتحوّل النداء من حزب انتخابي أو ما يسمى الآلة الانتخابية إلى حزب مهيكل له نخبة وفكر وليس خبراء في الاقتصاد.

وقال ناجي جلول إنّ "أقصى اليمين هو أيديولوجيا و أقصى اليسار نفس الشيء. ونحن في نداء تونس يجب أن تكون لنا أيديولوجيا و مشروع للشباب و للأجيال القادمة و إلى أن يرث االله الأرض ومن عليها".

ولفت إلى ان أزمة نداء تونس ليست بين مشروعين متناقضين.

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.