مروى الدريدي-
يعاني سكان الضاحية الشمالية لتونس الواقعة بين سبخة اريانة ومنتزه النحلي، على غرار منطقة الغزالة، ورياض الاندلس وجعفر والنخيلات وأريانة الصغرى وشطرانة ورواد، من انبعاثات كريهة وتلوّثا للبيئة المحيطة بهم جراء تصريف الديوان الوطني للتطهير المياه المستعملة المنزلية في قنوات تصريف مياه الامطار التي ينتهي بها المطاف في سبخة أريانة.
وتمسح سبخة أريانة 5 الاف هكتار وتقع شمال بحيرة تونس التي يفصلها عنها سهل سكرة، كما يفصلها حاجز رملي عن خليج تونس يمتد من رواد إلى قمرت، وترزأ السبخة منذ سنوات تحت وطأة التلوث جراء الاهمال من السلطات الجهوية، وفاقم هذا التلوث العطب الحاصل على مستوى محطة معالجة المياه المستعملة بشطرانة، والذي دفع بديوان التطهير الى القيام بتصريف المياه المستعملة المنزلية في قنوات تصريف مياه الامطار التي تصب في السبخة.
ودقّ قسم العدالة البيئية بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ناقوس الخطر حيث أن هذه المياه التي تصب في السبخة تصدر عنها روائح كريهة تزداد حدتها خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وجفاف مجاري المياه، هذا فضلا عن السموم التي تبثها في الجو ليستنشقها المتساكنون وترجع بالضرر على صحتهم، وبلغ الأمر حد تكاثر الافاعي في آخر القنال أين تركد المياه المستعملة بكميات كبيرة قبل أن تصب في السبخة.