تونس تودّع 2021 بأحداث مفصلية

هبة حميدي-

بالتفاتة الى سنة 2021، الذي يلملم أوراقه ليغادرنا، يمكن القول إن هذا العام، كان عام المسارات الكبرى في بلادنا، حيث شهدت تونس العديد من الاحداث مما جعل البلاد في حالة من عدم الاستقرار السيّاسي والتوتر الاجتماعي والتدهور الاقتصادي.

ازمة بين رأسي السلطة في القصبة وقرطاج.

منذ انطلاق السنة خلال شهر جانفي الفارط كانت الساحة السياسية متوترة بين رأسيْ السلطة في القصبة وفي قرطاج، تعمق التوتر بعد الاعلان عن تحوير وزاري أقره رئيس الحكومة آنذلك هشام المشيشي وصادق عليه البرلمان المعلقة اشغاله لكن رفضه بشدة رئيس الجمهورية ورفض اداء الوزراء الجدد لليمين الدستورية بقصر قرطاج، ازمة عطلت دواليب الدولة ولاول مرة تسيّر الحكومة بـ 8 وزراء بالنيابة. 

قطيعة بين قرطاج والبرمان

عدم استقرار الوضع السياسي والتناحر بين رأسيْ السلطة التنفيذية في القصبة وقرطاج والحديث عن محاولات إفراغ صلاحيات رئاسة الحكومة لفائدة رئاسة الحمهورية لم يقف عند ذلك الحد وانما امتدت التجاذبات الى البرلمان.

وحمل البرلمان المعلقة اشغالة في جلساته التي تبث على الهواء مباشرة، اعتداءات مادية ولفظية وقطع للجلسات وتشويش على عمل اللّجان وتبادل للشتائم وغيرها من المظاهر التي أساءت الى صورة البرلمان في وقت يكابد فيها المواطنون وضعا اقتصاديّا صعبا وشبح الافلاس يطلّ برأسه على الدولة.

وهنا تشكلت أزمة جديدة بين الرئيس والبرلمان بكل مكوّناته، بعد ان رفض ختم قانون المحكمة الدستورية الذي صادق عليه البرلمان. 

الرئيس يغيّر المعادلة السياسيّة 

في 25 من جويلية أعلن الرئيس بعد اجتماعه مع قيادات عسكرية وأمنية، تعليق اشغال البرلمان واعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي ووزير الدفاع والعدل، وذلك لما اعتبره وجود خطر داهم على البلاد، كما تم وضع عدد من الاشخاص تحت الاقامة الجبرية وغلق مقرهيئة مكافخة الفساد بالقوة العامة.
وفي سياق اجراءات 25 جويلية قرر الرئيس تعيين  نجلاء بودن لتتولى اقتراح فريقها الحكوميّ ليتم بعد مشاورات الاعلان عن تشكيل الحكومة بعد أكثر من شهرين على "الإجراءات الاستثنائية" للرئيس سعيّد.
 
إلغاء القمة الفرنكوفية
في خضم  2021 التي تشارف على الانتهاء تأجلت القمة الفرنكوفية التي كانت مقررة خلال الصائفة المنقضية، واعلنت وزارة الخارجية في وقت سابق انه تقرر تأجيل موعد انعقادها بجزيرة جربة إلى 2022، من أجل تأمين مشاركة حضورية واسعة وعلى أعلى مستوى وعدم الاضطرار إلى عقدها عن بعد"، دون إعلان دقيق عن الموعد الجديد للقمة،
في حين صرح الرئيس السابق  المنصف المرزوفي بانه يفتخر لسعية افشال انعقاد القمة في فترة الانقلاب، وفق تعبيره.
تصريح لاقى استهجان العديد من التونسيين، وتحرّكت بشأنه النيابة العمومية وأصدرت بطاقة ايداع بالسجن ضدّ المرزوقي بتهمة التآمر على امن الدولة الداخلي.
 
الى ذلك أعلن الرئيس قيس سعيد عن تنظيم استشارة شعبية بداية من غرة جانفي 2022 والاعداد للمنصات الالكترونية وبلورة أسئلة واضحة ومختصرة وتنظيم استشارات مباشرة بكل معتمدية على أن تنتهي هذه الاستشارة في 20 مارس 2022، وستتولى لجنة سيتم تحديد اعضائها وتنظيم اختصاصها التأليف بين مختلف المقترحات على أن تنهي أعمالها قبل موفى جوان2022، اضافة الى عرض مشاريع الاصلاحات الدستورية على الاستفتاء يوم 25 جويلية 2022 مع الانطلاق في اصلاحات قانون تنظيم الانتخابات والاشراف عليها.
وتنظيم انتخابات تشريعية وفق القوانين الانتخابية الجديدة يوم 17 ديسمبر 2022، ووضع مرسوم خاص يتعلق بالصلح الجزائي وفق التصور الذي تم الاعلان عنه منذ 2012.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.