تونس-الصديق: اقبال ضعيف على الاقتراع.. والمواطنون بين الأمل وانعدام الثقة (صور)

أمل الصامت –

سجّلت الدائرة الانتخابية تونس-الصديق حضورا محتشما إن لم نقل ضعيفا من قبل الناخبين إلى حدود منتصف نهار اليوم الأحد 6 ماي 2016 .

وأفاد رئيس مركز الاقتراع ابن خلدون 5، في تصريح لحقائق أون لاين، أن الاقبال على بلديات 2018 يعتبر ضعيفا مقارنة بالاستحقاقات الانتخابية الفارطة دون ذكر النسب الأولية، آملا أن تتغير الصورة خلال الفترة المسائية.

حقائق أون لاين التقت في هذا الإطار بعدد من المواطنين الراجعين بالنظر إلى هذه الدائرة الانتخابية، أين فسّر عبد الله وهو تاجر في الأربعينات من العمر، عزوفه عن الاقتراع بعدم الثقة في الأحزاب والسياسيين الناشطين على الساحة، مؤكدا أنه لم يشارك في أي استحقاق انتخابي لا قبل الثورة ولا بعدها، معتبرا أن شيئا لم يتغير خاصة بعدما ركبت بعض الأطراف على الثورة، حسب قوله.

كمال صديق عبد الله وشريكه على نفس طاولة المقهى كان له رأي مخالف، وهو الذي هرع منذ الصباح إلى الاقتراع بهدف المساهمة في تغيير وضعية البلد الذي يحتاج إلى أبنائه للتطوير والتغيير، مؤكدا أن مشاركة المواطن بصوته هو الطريق الأساسي نحو التغيير.

واعتمد كمال في اختياره للقائمة التي منحها صوته وهي قائمة حزبية على برنامجها الانتخابي الذي وجده مناسبا لتطلعاته، مشيرا إلى أنه غيّر الحزب الذي منحه ثقته في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفارطة لأنه لم يف بأي من الوعود التي قدمها للناس، وفق تعبيره.

طلال بن نصر وهو كهل في أواخر الأربعينات من العمر يرفض رفضا قاطعا المشاركة في أي استحقاق انتخابي قادم، حيث قال لحقائق أون لاين: “منحنا أصواتنا في مناسبتين فارطتين لأشخاص خذلونا ولم يكونوا في المستوى المنتظر، لذلك لن يتغير شيء هذه المرة ونفس النتائج التي تم تسجيلها في السابق ستتكرّر.. والذين خربوا البلاد بصعودهم في التشريعيات والرئاسيات سيواصلون تخريبها بصعودهم في البلديات”.

وانتقد طلال ما اعتبره تحزيبا للانتخابات المحلية، معتبرا أن حتى القائمات المستقلة هي في الحقيقة تابعة لأحزاب معينة، متابعا بالقول: “الشعب التونسي واعي ولا فائدة من الضحك على الذقون”.

نفس الرأي تشاركه المتقاعد من الوظيفة العمومية محمد مع طلال، والذي انتقد غلاء المعيشة في البلاد وعدم تطور الاوضاع فيها على جميع الأصعدة، معتبرا، أنه ورغم أهمية الانتخابات المحلية مقارنة بالتشريعية والرئاسية، إلا أنه لا يوجد بديل عن تلك الأحزاب والأشخاص التي خذلت التونسيين ما بعد انتخابات 2014، على حد قوله.

ومن بين الشباب القليلين الذين قبلوا بالافصاح عن آرائهم لحقائق أون لاين، وسيم ذو 23 سنة، والذي أكد أنه لم يشارك سابقا في أي انتخابات ولن يدلي بصوته لا اليوم ولا في المستقبل، لأنه لا يثق في الطبقة السياسية برمتها سواء كانوا سياسيين مستقلين أو ينتمون لأحزاب لأنه لا يؤمن بالديمقراطية في تونس.

نبرة اليأس الشبابي هذه لم تكن حكرا على وسيم حيث التقينا عشرات الشباب غيره اليوم الذين رفضوا تقديم تصريحات لكنهم أكدوا في المقابل عدم ثقتهم في الانتخابات والمترشحين بصفة عامة وهو ما يجعل هذه المحطة الانتخابية وغيرها من المحطات لا قيمة لها بالنسبة إليهم.

هذا الرأي عارضته الشابة نهلة البالغة من العمر 25 سنة والتي أكدت أن مشاركة المواطن في الانتخابات هو أمر ضروري حتى وإن كان التصويت أبيضا، موجهة رسالة إلى الذين يرفضون الاقتراع مكونة من كلمة واحدة أصرّت على إيصالها وهي “حرام”.

أما العمة علجية التي كانت في طريقها إلى مركز الاقتراع، فأكدت أنها لم ولن تفوّت أي استحقاق انتخابي من منطلقها إيمانها بأن المسار الديمقراطي هو الوحيد القادر على تغيرر حال البلاد نحو الأفضل دوما، لافتة إلى أنها تابعت الحملة الانتخابية على القنوات التلفزية وحددت اختيارها بناء على البرامج الانتخابية التي تابعتها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.