مروى الدريدي-
يبدو أنّ الحالمين بكرسي الرئاسة في الثمانينات زمن بداية ضعف بورقيبة كُثر، إذ لم يكن الرئيس السابق بن علي الوحيد الذي فكّر في الانقلاب على بورقيبة، واعتلاء سدّة الحكم.
في حوار مطوّل لحقائق أون لاين، كشف الكاتب الصحفي الصافي سعيد عن تفكير الوزير محمد مزالي في الانقلاب على بورقيبة بطلب من الخليجيين، وكان ذلك في نهاية سنة 1986.
يقول الصافي سعيد إن محمد مزالي قال له ذات مرّة، إنه ذهب إلى ملك المغرب الحسن الثاني الذي كان يحب تونس، حتى يتوسّط (لتونس) لدى الخليجيين من أجل قرض، فوعده ملك المغرب بأنه سيتحدث إلى الخليجيين بخصوص هذا الأمر ثم يعيد الاتصال به.
وبعد فترة اتصل ملك المغرب بمحمد مزالي ليخبره بأن الخليجيين أخبروه بأنهم لا يُمكنهم مساعدة دولة مفلسة ورئيسها عاجز وطلبوا منه "ترتيب أموره" ثم سيقومون بمساعدته ومنحه القرض.
وتابع الصافي سعيد بالقول: "إن مزالي لم يفهم ما كان يريده الخليجيون إلاّ بعد مرور شهر على لقائه بالحسن الثاني" لأن الرؤساء والملوك لا يتحدثون صراحة وبطريقة مباشرة"، واتضح أنهم قالوا لمزالي بما معناه "تخلص من بورقيبة وكن أنت رئيسا"، نقلا عن محمد مزالي.
واعتبر الصافي سعيد أن دول العالم الثالث تستعيد حيويتها من الشخص الذي يحكمها، في حين أن بورقيبة في تلك الفترة كان عاجزا حتى عن السيطرة على جهازه الهضمي، وفق قوله.