تراجيديا الفن في تونس.. مرّة أخرى

 يسرى الشيخاوي- 

 كثيرة هي الصور والمشاهد التي تختزل تراجيديا الفن في تونس، مشاهد ليست مقتطعة من أفلام أو مسرحيات أو مسلسلات بل هي بعض من واقع الفنانين الموشح بالنكران والجحود.

من الاحتجاج من أجل عدم خلالص المستحقات سواء من المنتجين أو من وزارة الثقافة، إلى الاضطرار إلى امتهان أعمال أخرى أو الاستسلام إلى الخصاصة، إلى العيش على وقع التهديد بالطرد من الحيطان التي تؤويهم. 

قاس هو واقع الفنان في تونس، قسوة تتعرى مع كل حادثة موجعة تضيف جرحا آخر إلى جسد الفن ولعل آخرها وليس الأخير خبر مفاده أن الفنانين نور الدين الورغي وزوجته ناجية الورغي مهدّدان بالطرد من منزلهما بالقوة العامة.

الفنان نور الدين الورغي المسرحي الذي لا يتكرر ومؤسس مسرح الأرض والمخرج والناقد، والفنانة ماجية الورغي التي تقلبت أدوارها بين المسرح والسينما والدراما التلفزية يواجهان اليوم مصيرا موجعا ووزارة الثقافة مازلت تغط في سباتها ولا تتعظ من دروس الماضي. 

ويبدو أن مشهد الفنان الذي يواجه الحياة أعزلا إلا من إبداعه، لن يمّحي وسيكرّر نفسه في كل مرّة ليصبح على شاكلة " المهزلة" التي تمعن " دار" الفنانين في ترسيخها، ذلك أنّ وزارة الثقافة لا تولي الفنّانين والمثقّفين أهمية واهتماما إلا إذا كانوا في ذروة العطاء، وهو أمر نسبي أيضا، أو هي تلتفت إليهم مؤقّتا حينما يوارون الثرى فتسارع إلى بيانات النعي.

 فنانون كثر، عانوا المرض والخصاصة ولم يبلغ صوتهم وزارة الشؤون اثقافية إلا بعد حملات إعلامية متواصلة وموجة من الضغط تختلف أشكالها في كل مرّة، وهذه المرة يتسلل صوت المبدعين الورغي من بين ثنايا تدوينة ابنهما الذي شرّح بكلماته القليلة واقع الفن في تونس.

وفيما يلي نص التدوينة التي نشرها ناظم الورغي: 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.