بعد عقد من القطيعة : عودة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا خطوة لحل لغز التسفير

أعلنت تونس وسوريا، اليوم الاربعاء، عن إعادة العلاقات الدبلوماسية رسميا بينهما بعد حوالي عقد من قطيعة دبلوماسية بين البلدين قررتها السلطة التونسية التي كان يترأسها المنصف المرزوقي وحركة النهضة سنة 2012.

وأعلنت وزارتي الخارجية التونسية والسورية عن إعادة  فتح سفارتيهما، وسط أمل بأن يكون هذا القرار خطوة لحل اللغز المتعلق بتسفير الآلاف من الشباب التونسي للقتال في صفوف تنظيم داعش الارهابي في سوريا وترقب كذلك لإمكانية عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.

وكانت تونس قد أعادت فتح  بعثة دبلوماسية محدودة في دمشق عام 2017، للاضطلاع بمهام من بينها المساعدة في تعقب أكثر من ثلاثة آلاف إرهابي تونسي يقاتلون في سوريا.

وقبل شهرين، أرسلت تونس طائرات مساعدات لسوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضربها، وقال الرئيس قيس سعيد إنه يعتزم إعادة بناء العلاقات مع دمشق.

وقالت الحكومة السورية اليوم الأربعاء في بيان إنه تجاوبا مع مبادرة سعيد بتعيين سفير لتونس لدى سوريا فقد “أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة”.

و قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية  من شأنه أن يقلل من عزلة سوريا في العالم العربي بعد أن استبدت بها المعارك الطاحنة والحروب منذ حوالي عشر سنوات.

وستتمكن تونس بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا من الكشف عن عدة حقائق تتعلق بتسفير آلاف الشباب التونسي إلى سوريا للقتال في صفوف تنظيم "داعش" الارهابي.

ومنذ 25 جويلية 2021 وبعد سيطرة قيس سعيد على كافة الصلاحيات الدبلوماسية، أرسلت تونس إشارات على أنها منفتحة على إصلاح العلاقات مع سوريا.

ويجسد قرار إعادة العلاقات بين تونس وسوريا رؤى قيس سعيد المتعلقة بضرورة التخلي عن الخيارات الدبلوماسية للمنظومة السياسية التي حكمت البلاد قبل 25 جويلية 2021.

كما يترجم هذا القرار التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية التونسية ومحاولة انسجامها مع التوجه العربي لاعادة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية.

وبعد الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في السادس من فيفري، بدأت المساعدات تتدفق على دمشق من قوى إقليمية كما زارها مسؤولون رفيعو المستوى كوزيري خارجية مصر والأردن.

وتوجه الأسد بدوره إلى الإمارات وسلطنة عمان لإجراء محادثات.

وذكرت وكالة رويترز إنه من المقرر أن يستقبل  بشار  الأسد أيضا وزير الخارجية السعودي الذي سيدعوه لحضور القمة العربية المقررة في الرياض، وذلك للمرة الأولى منذ 2011.

وستكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية التي تضم 22 دولة رمزية في الغالب لكنها تعكس تغييرا في النهج الإقليمي للتعامل مع الصراع السوري

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.