بعد تحمّسه للفكرة: هذه أسباب التعليق الفجئي لتواجد الحزب الاشتراكي في مشروع توحيد اليسار…

دنيا الزغيدي-

أكّد لقيادي بالحزب الاشتراكي منصف الشريقي وجود أسباب موضوعية تبرر قرار المكتب التنفيذي للحزب بتعليق المشاركة في مشروع توحيد اليسار، مشيرا إلى وجود “استعجال في طرح الفكرة” التي وضفها بـ”قفزات في الهواء”.

وأضاف الشريقي في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاثنين 29 جانفي 2017، “أن تجميع اليسار يتطلب تعميق النقاش الفكري والسياسي لخلق أرضية صلبة تمهد لتأسيس حزب يسار كبير موحد قادر على المداومة والمنافسة مثلما حلم به الشهيد شكري بلعيد وطالما دعت له قيادات اليسار التاريخية أمثال محمد الكيلاني والفقيد عبد الرزاق الهمامي وتقاسمه معنا رفاقنا في الجبهة الشعبية”.

وأكد وجود اختلاف واضح في مضامين المبادرة ذاتها موضحا وجود اختلاف حول مخرجات ندوة الحمامات التي كان من المقرر الاعلان فيها عن انطلاق اشغال تعميق النقاش بين أطراف المبادرة وليس الاعلان عن تأسيس الهيئة التأسيسية للحزب.

وتساءل الشريقي “كيف يمكن أن ندعو الشعب التونسي لإعطائنا الثقة في الانتخابات البلدية والحال أنه توجد أحزاب صلب المبادرة في تكتلات حزبية أخرى مثل حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي وحزب العمل الوطني الديمقراطي”.

ودعا أحزاب المبادرة إلى توضيح رؤاها ليكون الحزب قادرا على تحقيق التجميع الفعلي، موضّحا في ذات السياق أن الحزب الاشتراكي يسعى لمزيد توسيع المشاورات مع مختلف القوى التقدمية لضمان تواجد اكبر عدد من الاطراف اليسارية التاريخية والتي مازالت لم تلتحق بعد بالمبادرة وأساسا مكونات الجبهة الشعبية.

وأكد أن الحزب الاشتراكي دعا الى تأجيل الاعلان عن تأسيس حزب اليسار الكبير الى ما بعد 6 ماي 2018 لأهمية هذا الاستحقاق الانتخابي، معتبرا أن التسريع في اعلان الهيئة التأسيسية للحزب اليساري الكبير خطوة متسرعة لا تخدم المشروع.

ونفى وجود حرب زعامات بين أطراف المبادرة ، مبيّنا أن الحزب لن يكون ضمن هذه الهيئة التأسيسية على أن تتواصل النقاشات بينه وبين أطراف المبادرة .

وفي سياق متصل اكد الشريقي أن الحزب الاشتراكي منكب الان على اعداد القائمات الانتخابية للبلديات، مشيرا إلى أن الحزب سيشارك منفردا على أن يكون هناك تنسيق سياسي توافقي مع القوى الديمقراطية وأساسا حزب الثوابت وحزب الوحدة الشعبية وحزب حركة تونس المستقبل.

وللإشارة فقد دعم الحزب الاشتراكي مشروع توحيد اليسار بشكل كبير وهو حلم سبق وطرح أمينه العام محمد الكيلاني ملامحه بالدعوة للخروج من تشتت أحزاب اليسار ليكونوا قادرين بوحدتهم على صنع بديل يليق بانتظارات التونسيين.

وتفاعل الحزب الاشتراكي مع مبادرة النقابي والوزير السابق عبيد البركي في فكرة تأسيس حزب اليسار ايجابيا لتنطلق المشاورات في 14 أكتوبر 2017 وعرفت تقدما ملحوظا وصل لتجميع عدد هام من الشخصيات اليسارية والاحزاب التقدمية صلب المشروع لتتقدم خطوات تأسيس حزب اليسار الكبير شيئا فشيئا.

وقد فوجئ المتابعون للساحة السياسية برفض الحزب الاشتراكي المشاركة في الندوة التي تعقدها مبادرة تجميع اليسار والتي انطلقت اشغالها امس الأحد وتمتد على يومين بالحمامات مع تعليق مشاركته في مبادرة توحيد اليسار الى ما بعد الانتخابات البلدية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.