بعد انهاء اندماجه مع النداء: الاتحاد الوطني الحر يفتح صفحة جديدة

يسري اللواتي-


بعد أقل من ستة أشهر على اعلان اندماجها، قرر حزب الاتحاد الوطني الحر انهاء العمل باتفاقية الاندماج مع نداء تونس، مبررا ذلك "بتراكم المشاكل والصعوبات التي حالت دون الالتزام بتطبيق كل بنود الاتفاقية" التي تم امضائها منذ شهر أكتوبر الفارط.
 
وخلال ندوة صحفية اليوم، وضح عدد من قيادات حزب الاتحاد الوطني الحر أسباب اعلان انهاء الاندماج بين الحزبين وتصورهم لشكل المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، اضافة الى توضيح دواعي مغادرة رئيس الحزب سليم الرياحي للبلاد منذ فترة.
 
وأجمع اغلب قياديي الحزب على أن أهم أسباب اتخاذهم لقرار انهاء الاندماج، تتمثل في عدم الالتزام بتطبيق بعض بنود الاتفاقية التي تضم 13 فصلا، خاصة منه البند الرابع الذي ينص على "ارساء هيئة سياسية موحدة تتشكل على قاعدة المناصفة بين قيادات نداء تونس والاتحاد الوطني الحر تتكون من 50 عضوا أو أكثر يقع اختيارهم بين الهيئة السياسية لنداء تونس والمكتب السياسي للوطني الحر عبر عملية الدمج ويرأسه رئيس الهيئة السياسية حافظ قائد السبسي".
 
وبين القيادي في الحزب اسماعيل السحباني في هذا الاطار أن قرار رئيس الديوان السياسي للحزب سليم الرياحي بالاستقالة من منصبه لم يكرس تطبيق هذا الفصل باعتبار شغور منصبه، ما جعل الحزب مسيرا فقط من طرف رئيس الهيئة السياسية حافظ قائد السبسي وهو ما يخرق مبدأ التناصف، وفق تعبيره.
 
وأكد أن الحزب سيشارك الحر في الانتخابات التشريعية في جميع الدوائر الانتخابية، مبينا انه سيقع الاتفاق مع المكاتب الجهوية والمحلية لتحديد المترشحين بالقائمات بكل الجهات.
 
ولفت السحباني أن الوطني الحر سيشارك ايضا بالانتخابات الرئاسية، اذا اختار رئيس الحزب سليم الرياحي ذلك.
 
وأضافت الناطقة الرسمية باسم الحزب يسرى الميلي، أن المشاكل والصراعات التي يعاني منها النداء كانت سببا اضافيا لقرار التخلي عن الاتفاقية، معتبرة أن قرار تجميد المنسق العام رضا بلحاج غير قانوني حسب بنود الاتفاقية.
 
وأوضحت أن عدم تنفيذ بنود اتفاقية الاندماج أهمها سحب صلاحيات لجنة الإعداد للمؤتمر والتي كان يرأسها رضا شرف الدين وعدم احترام قاعدة المناصفة بين قيادات النداء والوطني الحر داخل الهيئة السياسية الموحدة.
 
وذكرت الميلي في تصريحات صحفية أن حزب الاتحاد الوطني الحر خير أن لا يكون طرفا في الصراعات التي تعصف بحزب نداء والتي "أثرت على عملية الاندماج"، وفق قولها.
 
وبينت أن السبب "الأكبر" الذي كان وراء اعلان قرار انهاء الاندماج يتمثل في "سقوط هيئة الانتخابات خاصة بعد استقالة رئيسها رضا شرف الدين وتواصل عملها بعدد صغير من القيادات"، مشددة على أن حزبها كان يعول كثيرا على عمل هذه اللجنة التي ستضمن تنظيم مؤتمر ديمقراطي يعزز قرار الاندماج.
 
من جهته أقر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الحر نبيل السبيعي، بأن انماج الحزب مع نداء تونس كان بمثابة العثرة التي وجب تجاوزها لتدارك الأخطاء، مؤكدا أن حزبه مازال محافظا على تواجده القانوني وأنه لم يتم حلّه بعدُ.
 
وخلص السبيعي الى أنه من الأسباب الأخرى التي دفعت بقيادات الحزب الى اتخاذ هذا القرار هو عدم توحيد المكاتب الجهوية والمحلية، متحدثا عن وجود "تهميش لأعضاء ومنخرطي الوطني الحر في عدد الجهات.
 
والثلاثاء الفارط قرر أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الحر ونواب البرلمان المنضمين إلى نداء تونس إيقاف العمل باتفاقية الاندماج بين حزبي الاتحاد الوطني الحر وحركة نداء تونس وعودة الوطني الحر إلى سالف نشاطه كحزب مستقل.
 
وذكر الأعضاء في بيان أنه تقرر عودة كافة التنسيقيات الجهوية والمحلية لحزب الاتحاد الوطني الحر إلى سالف نشاطه، كما تقرر أيضا استقالة نواب الاتحاد الوطني الحر من كتلة نداء تونس وإعادة تكوين كتلة الحزب.
 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.