بعد انفراج الوضع الوبائي: أيّة “اكراهات” تُجبر الجزائر على غلق حدودها مع تونس؟

مروى الدريدي-

مرّ أكثر من عامين على غلق الحدود البرية مع تونس، في مارس 2020، في إطار التوقي من فيروس كورونا، وما يزال المطلب الاساسي لسكان الشريط الحدودي التونسي الجزائري، بإعادة فتح الحدود قائما، لما لها من أهمية بالغة تتعلق أساسا بالتجارة البينية والروابط الأسرية.
 
حقائق أون لاين، حاولت البحث عن سبب تواصل غلق الحدود، خاصة مع تحسن الوضع الوبائي منذ أشهر، واتصلت مرارا بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، إلا أننا لم نتلقّ أي ردّ.
 
وفي اتصال بالسفير الجزائري في تونس عزوز بعلال، أكّد لحقائق أون لاين، أن سبب تواصل غلق الحدود هو صحيّ بالأساس ويعود إلى اجراءات التوقي من فيروس كورونا.
 
وفي رده عن سؤال بأن الوضع الوبائي تحسن وإن كانت هناك أسباب أعمق من ذلك تستدعي تواصل غلق الحدود، نفى السفير عزوز بعلال ذلك، مجددا تأكيده أن الاسباب صحية فقط.
 
وساهم تواصل غلق الحدود لأكثر من عام، في خسارة تونس لسوق سياحية مهمة جدا وواعدة، على اعتبار السياح الجزائريين الوافدين على تونس يمثلون النسبة الأكبر من السياح، وقد بلغ عددهم سنة 2019 قرابة 3 ملايين سائح، عدا عن الجزائريين الذين يقصدون تونس بهدف التداوي.
 
كما تمثل الحدود بالنسبة للتونسيين شريان حياة من خلال ممارسة التجارة وحركة التوريد والتصدير، كما أنها متنفس لسكان الشريط الحدودي التونسي الجزائري.
 
ويرى مُحللون أن مسببات غلق الحدود المتعلقة بالوضع الوبائي قد سقطت ولا معنى للحديث عنها، خاصة مع انفراج الوضع الوبائي وتجسن المؤشرات الصحية منذ أشهر، ما دعاهم للتساؤل إن كان هناك قرار سياسي وراء تواصل الغلق..؟.
 
وفي زيارته الأخيرة إلى تونس، (ديسمبر 2021) أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال لقائه مع ممثلي الجالية الجزائرية المقيمة في تونس، أن قرار السلطات الإبقاء على الحدود البرية مع تونس مغلقة في الوقت الحالي، لأسباب تخص الظروف الصحية والمخاوف من انتشار فيروس كورونا.
 
ونفى تبون أن تكون أسباب الإبقاء على إغلاق الحدود ذات بعد سياسي أو أمني، مثلما تردد، مشيراً إلى أنّ "القرار لا يتعلق بأي بعد سياسي أو أمني، كما أنه لا يخضع للعواطف"، وأنه "إذا كان الوضع يستدعي زيادة الرحلات الجوية، فيمكن إضافة رحلة أو أكثر بين تونس والجزائر، لتسهيل التنقل"، خاصة أن برنامج الرحلات الجوية الحالي الذي يتضمن 4 رحلات أسبوعياً غير كاف".
 
وتابع الرئيس الجزائري ‘تعرفون أن الجائحة كانت قوية عندنا في الجزائر وقوية في تونس أيضاً، ونحن أخذنا احتياطاتنا اللازمة وأغلقنا الحدود، وبقدر ما نعمل على تلقيح أكبر عدد من الجزائريين، ستفتح الحدود دون أي مشكل عندما نصل إلى مرحلة حصول الغالبية على الجواز الصحي، أنتم ترون أنّ هناك دولاً كبرى تقوم بإغلاق حدودها تخوفاً من الفيروس، لذلك لا مجال للعواطف في هذا الأمر، يجب عدم فتح الحدود حتى لا نقع في أزمة صحية حادة’.
  

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.