هبة حميدي-
بعد 20 سنة من الانتظار، مثّل تدشين مدينة الثقافة يوم الإربعاء 21 مارس 2018، حدثا بارزا سواء على مستوى ضخامة الحفل المبرمج والذي أشرف عليه رئيس الجمهورية نفسه وحضره عديد المبدعين التونسيين والاجانب، أو على مستوى ردود الافعال المتراوحة بين مستحسن وناقد.
وفي هذا السياق، أفاد المخرج السينمائي ابراهيم لطيّف، أنّ مسألة الافتتاح والتدشين تعدّ مسألة ثانويّة بالنسبة إليه، أمام أهمية محتوى ومنوال المدينة، حسب تعبيره.
وتساءل لطيّف في حديثه لحقائق اون لاين، اليوم الخميس 22 مارس 2018، عن سبب السرعة في تدشين المدينة معتبرا انّ ذلك جاء بقرار سياسي أكثر منه ثقافي، غير مخف أسفه لعدم فتح حوار وطني عميق حول محتوى المدينة.
كما اعتبر محدّثنا أنّ الهندسة المعماريّة خليط بين مركز تجاري ضخم ومراكز ثقافية، قائلا: “من الناحية المعمارية لا أشعر أني بمدينة ثقافة”.
من جهتها عبّرت الممثلّة ليلى الشابي، عن أسفها الشديد، إزاء كراء فضاءات العرض صلب مدينة الثقافة، معتبرة أنّ ذلك يمكن أنّ يؤثّر على قيمة المحتوى، ولفتت إلى أنّ تداخل التّجاري بالإبداعي من شأنه توجيه الإبداع والمجال الثقافي ككلّ.
أمّا حوْل يوم الافتتاح، فقد اعتبرت الشابّي، أنّ التنظيم والافتتاح لم يكونا في مستوى الحدث ووصفت الافتتاح بالبارد.
وفي سياق متّصل أطلقت الشابي صيحة فزع، حول وضع دور الثقافة، وقالت إنها عرضت أمس عملها في المركّب الثقافي بباجة والذي كان في وضعية غير مهيأة للعروض وتساءلت عن سبب غياب المندوبيات الجهوية ودورها في عمليّات مراقبة مدى استجابة دور الثقافة للعروض الثقافية.
في المقابل غيّبت الخليّة المشرفة على تنظيم حفل الافتتاح بعض المسرحيين والممثلين، ومن ببينهم الممثّل جمال ساسي وفق ما أكّده لنا في اتصالنا به.
ويذكر أنه تم يوم الاربعاء 21 مارس 2018، افتتاح مدينة الثقافة التي تحتوي على 7 فضاءات ثقافيّة كبرى وهي فضاء الجمهور وفنون الركحو يتكوّن من ثلاثة مسارح، مسرح الأوبرا ومسرح الجهات ومسرح المبدعين الشبّان، ومكتبة متعددة الوسائط وقطب سينمائي.
كما تضمّ المدينة متحفا وطنيّا للفنّ الحديث واستوديوهات للانتاج السمعي البصري وبرج الثقافة وفضاء استقبال يهدف لإعلام العموم حول نشاطات المدينة وتظاهرات المركز.
وقد بلغت التكلفة الجمليّة لمدينة تونس الثقافية 150 مليون دينار.
وقد أشرف رئيس الجمهورية على حفل الافتتاح الذي جمع عددا كبيرا من المبدعين التونسيين والأجانب.
