بطل فيلم “في عينيّا” إدريس الخروبي.. الطفل ذو الأداء المربك

يسرى الشيخاوي-
 
إدريس الخروبي ، بطل فيلم "في عينيّا" للمخرج نجيب بلقاضي، يؤدّي دور "يوسف"  الطفل الذي يشكو حالة توحّد، طفل يبحث عن نفسه وسط مجتمع لا يؤمن بالاختلاف، هو طفل  يخوض تجربة التمثيل لأول مرّة، يتميّز بأداء مربك، وأنت تتمعّن في مشاهد الفيلم، ستجزم أنّه يعاني حالة توحّد وأنّك تعيش الوضعية الحقيقية للمتوحّد وليس تمثّلا سينمائيا عنها.
 
"يوسف" الطفل المتوحّد، الذي قاوم  في بداية الفيلم التغيّر الذي طرأ على حياته بحضور والده " لطفي" من الخارج، يتجنّب النظر في عينه، نظرته تائهة وربّما هي "لانظرة"، لا يمكنك أن تعرف اتجاه بصره إلا إذا تعلّق الأمر بالأضواء الملوّنة.
 
الطفل الذي أدى الدور، أتقنه فتقمّص كلّ سلوكيّات المتوحّد، عنف مفاجئ وغير متوقع ، غضب وتوتّر دون إيذان، انعزال وعزوف عن التواصل مع المحيطين به إلا لمام، غياب إدراك خطورة الأشياء  وحتّى الأفعال التي يؤتيها.
 
"يوسف" كان يناور الواقع والأشخاص المحيطين به يهرب منهم بنظراته، لا يبد اهتماما بهم ، لا سيتمع إليهم ولا يكترث لأصواتهم، لا يهوى القبل ولا الأحضان ، لا يفرّق بين المسموح به وغير المسموح به ، يحب تكرار بعض المهمهات والحركات كالدوران حول نفسه.
 
إدريس الخروبي الذي اكّد مخرج فيلم "في عينيّا" نجيب بالقاضي أنه هدية من السماء ومفاجأة العمل، أتقن الدور إلى درجة تجعلك تصدّقك أنّه يعاني حالة توحّد.
 
وفي حديثه عن تجربة أداء دور طفل متوحّد، قال الممثّل الصغير الذي أتقن دوره إنّه عاش تجربة جميلة مع كل الممثلين والتقنيين، معربا عن شكره لمخرج الفيلم نجيب بالقاضي الذي أتاح له فرصة المشاركة.
 
وعن نظرته للطفل المتوحّد، أكّد في تصريح لحقائق أون لاين، على هامش عرض الفيلم للصحفيين،  أنّه يحترم المتوحّدين جدّا ، مضيفا " لأتمكّن من أداء طفل متوحّد، لم أزر مركز توحّد مثال الممثل نضال السعدي الذي أدى دور والدي في الفيلم، ولكنّني قمت بتمارين مع المخرج نجيب بلقاضي لمدّة أسبوع".
 
والطفل إلياس الخروبي لعب دور متوّحد، فكان صادقا في أدائه ونقل إلى المشاهدين انفعالاته وأحاسيسه وشدّهم بحركات أنامله وهو يعانق بنظره ألوان الضوء، وتقلّص عضلاته وتمطّطها في نوبات التشنج.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.