بتصريحات غابت عنها الكياسة: علاقة النجم والإفريقي تعصف بها السياسة

لا تزال التصريحات المدوية لمسؤولي النجم الرياضي الساحلي والاتهامات الموجهة للنادي الإفريقي حديث الساحة الرياضية خصوصا أن صواريخ رضا شرف الدين وحسين جنيح كانت عابرة للقارات..

مسؤولو نادي باب الجديد لم يردوا إلى غاية اللحظة على كل ما صدر في حق فريقهم لكن ردهم لن يتأخر خصوصا مع ضغوطات الأنصار لوضع الأمور في نصابها..

وبالتالي فإن السجال والحرب متواصلان بين البطل ووصيفه إلى أجل غير مسمى..

الغريب أن العلاقة بين الناديين لم تكن يوما بهذه الحدة والانحراف الخطير ناهيك أن فريق جوهرة الساحل الذي ظلم في سنوات سابقة اكتفى خلالها بلعب دور الوصيف لم يصعد بتصريحاته إلى هذا الحد من العنف..

بين فريق جوهرة الساحل ونادي باب الجديد لم يكن هناك سوى الود مع بعض المناوشات العابرة التي لم تقدر على التأثير على علاقة الناديين طيلة سنوات طويلة..

نقاء علاقة الفريقين يجعل الذاكرة تأبى أن تنسى ما حدث في شهر نوفمبر من سنة 1999 حينما حل النجم الساحلي ضيفا على الملعب الأولمبي بالمنزه مصطحبا كأس "الكاف" التي توج بها على حساب الوداد البيضاوي المغربي.. 

يومها كان النادي الإفريقي يخوض إياب نهائي كأس الكؤوس الإفريقية الذي جمعه بفريق أفريكا سبور الايفواري وقد رغب الفريقان في الاحتفال معا غير أن زملاء جمال الدين ليمام فشلوا في الفوز باللقب..

العلاقة المتينة ظلت مستمرة إلى غاية الأمس القريب وهو ما يفسر مثلا تنازل النادي الإفريقي عن حارسه أيمن بن أيوب لفائدة النجم الرياضي الساحلي وبالمجان بمجرد أن طلب حسين جنيح ذلك..

لكن اليوم وبعد عقود من الود يقف الفريقان في منزلة المتناحرين والتصريحات بلغت أمدها حيث لا يمكن أن ننتظر الأسوأ بعد أن شنفت أذانا بكل أنواع التصريحات والعبارات حتى البذيء منها..

حتى نكون منصفين فإن الخلاف للأمانة ليس بين الفريقين وإنما هو نتاج تنافس سياسي غير نزيه سخّر فيه الناديان دون إذن فالرياحي يجمع بين رئاسة الإفريقي وحزب الوطني الحر وشرف الدين يجمع أيضا بين رئاسة النجم وعضوية حزب نداء تونس وكلاهما تنافسا في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة بشكل يعلم الجميع مدى "شفافيته ونزاهته"..

حرب شرف الدين ومعه "جنيح الصغير" ضد الرياحي انطلقت منذ الانتخابات ولكنها ما تزال متواصلة إلى اليوم وما التصريحات الأخيرة إلا في نطاق هذا السجال السياسي "القذر" فرئيس النجم ومديره التنفيذي هاجما الإفريقي وألصقا به تهم الفساد والرشوة رغم أنهما كانا يقصدان سليم الرياحي ولكنهما لم يقدرا على ذكره بالاسم وهو ما خلف عدة أسئلة؟

الإجابة عن هذه الأسئلة لا تبدو صعبة فالرياحي من جهة وشرف الدين وجنيح من جهة ثانية يدخلان في إطار إئتلاف حكومي يجمع النداء والوطني الحر والنهضة وأفاق تونس وأي صراع مباشر قد يلقي بظلاله على هذا الائتلاف المتصدع بطبعه..

شرف الدين وجنيح خيرا عدم الانزلاق في الهجوم على الرياحي ولم يحل بينهما وذلك إلا الحسابات السياسية فكلاهما تجاوز كل الخطوط الحمراء ولكنهما لم يذكرا الرياحي بالاسم ولو مرة واحدة وكأنهما متعهدين بذلك..

حسين جنيح وجه يوم أمس الأول رسالة إلى الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية ومؤسس نداء تونس يطلب منه التدخل كما وجه نفس النداء للسياسيين في تصريحه للثلاثاء الرياضي وهو تأكيد آخر على البعد الذي تأخذه الأزمة بين النادي الإفريقي والنجم الساحلي..

رئيس النجم ومديره التنفيذي أخطأ الرمي ولاح جليا أنهما خطر على الساحة الرياضية وإذا كان المكتب الجامعي مدعوا للرحيل بعد أن سقطت عنه ورقة التوت فإن شرف الدين وجنيح مطالبان بالاختفاء لأن ما صدر عنهما "مخز" وسيظل وصمة عار لن تمحى عن جبينهما..

الإفريقي والنجم باقيان فعلاقتهما التي انطلقت سنة 1925 بمساهمة أحد مؤسسي نادي باب الجديد في تشكل فريق جوهرة الساحل لن يقدر على أن يدنسها أي من مسييري الفريقين مهما حاول النزول بالمستوى إلى أدنى درجاته..

السياسة فعلت فعلتها بين جماهير الفريقين والسبب في ذلك مسؤولين من درجة سفلى ودونية ولكن كل اللوم ربما على شخصيات في قيمة عثمان جنيح وبوراوي وغيرهما ممن تجدهم اليوم خلف ليتوال وفي كواليسه لكنهم على ما يبدو مستمتعون بما يحدث وهو ما لا يستقيم لأن النار إن أوقدت ستلتهم الجميع سواء "المولود على الوثير" أو الوضيع..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.