بالأرقام: دراسة تكشف عن مدى إقبال التونسيين على المنتوج المحلي والأجنبي

هبة حميدي –

تحظى عديد المنتجات التونسية الصنع بثقة كبيرة لدى المستهلك التونسي، وهو ما من شأنه أن يساهم في التشجيع على إستهلاك المنتوج الوطني خاصة أمام تفاقم العجز التجاري خلال سنة 2017 والذي بلغ 15.6 مليار دينار، وتسجيل زيادة في واردات المواد الإستهلاكية بنسبة 15.2 بالمائة.

وللوقوف على مدى إقبال التونسين على المواد الاستهلاكية المحليّة والاخرى المستوردة، أنجز المعهد الوطني للإستهلاك خلال شهر نوفمبر 2017 بحثا حول “المستهلك التونسي والتقليد” شمل عينة من 2016 مستهلك ممن يساوي أو يفوق سنه 20 سنة، ويتلخّص البحث حول مدى إقبال التونسي على المواد الاستهلاكيّة التونسية والأجنبيّة.

وبيّنت نتائج البحث أنّ 85.5 بالمائة من التونسيين من عاداتهم التثبت من مصدر المنتوج قبل شرائه، منهم 50 بالمائة يتثبتون دائما، في حين يوجد نسبة 69.3 بالمائة منهم يميزون بين المنتوج التونسي والمنتوج الأجنبي بعبارة “صنع في تونس”.

لكن 9.4 بالمائة فقط من التونسيين يعرفون كيف يبدأ الترقيم بالأعمدة (Code à barres) للمنتوج التونسي، أي أن 90.6 بالمائة لا يعرفون أن المنتوج الوطني يبدأ ترقيمه بالعمدة بـ619، وتصل هذه النسبة إلى 93 بالمائة بالوسط غير البلدي، وتنزل إلى 84 بالمائة للفئة العمرية 20-29 سنة، وأقصاها في الفئة العمرية 60 سنة وأكثر (97 بالمائة).

وفي صورة وجود منتوج تونسي ومنتوج أجنبي، فإن 29.5 بالمائة من التونسيين المستجوبين أكّدوا أنّ أولوية الشراء  تعود دائما للمنتوج التونسي.

وبالنسبة لهذه الفئة فإنها 50.6 بالمائة منها تقوم بهذا الإختيار لاقتناعها بجودة وسلامة المنتوج الوطني، و 16.1 بالمائة تشجيعا للمؤسسات الوطنية والمحافظة على وجودها، و 14.2 بالمائة بداعي “حب الوطن”، و10.3 بالمائة نظرا لمقبولية السعر.

وبالنسبة للأفضليّة للمنتوج التونسي على المنتوج الأجنبي (29.5 بالمائة)، فإنّه هذا النزوع يوجد بنسبة 43 بالمائة لدى لفئة العمرية 60 سنة وأكثر، وبنسبة 18.7 بالمائة لدى الفئة العمرية 20-29 سنة، ويُسجذل هذا الموقف أكثر لدى الرجال (33.1 بالمائة) منه لدى النساء (26 بالمائة).

أمّا بالنسبة للفئة التي تختار المنتوج الأجنبي، عوضا عن المنتوج الوطني، فإنّ ذلك يعود لاقتناعهم بأن المنتوج الأجنبي أفضل بنسبة 31.8 بالمائة، ولعدم ثقتهم في جودة وسلامة المنتوج التونسي بنسبة 27.9 بالمائة.

كما أنّ 45.9 بالمائة من التونسيين غير مستعدين للدفع أكثر لاشتراء منتوج أجنبي بداعي أنّ المنتوج المستورد أفضل.

ويوجد نسبة 30.7 بالمائة من التونسيين مستعدون لشراء منتوج تونسي أغلى من المنتوج الأجنبي فقط لأنّه تونسي.

ويضع 50 بالمائة من التونسيين المستجوبين المواد الغذائي  التونسية الصنع في المرتبة الأولى من حيث التميز والحضور في الأسواق، وبنسبة أقل الصناعات التقليدية، ثم الأدوية ومواد البناء.

ونجد في المراتب الأخيرة الأدوات المدرسية والمكتبية، والمواد الإلكترونية والكهرومنزلية، ثم الأحذية وأخيرا مواد التجميل.

ومن حيث الجودة يعتبر 69 بالمائة من التونسيين أن الصناعات التقليدية تتميز بجودة عالية، ثم مواد البناء بنسبة 46 بالمائة، ثم الأدوية بنسبة 45 بالمائة، وبالنسبة للمواد التي تتميز بجودة رديئة نجد الأحذية، ثم المواد الإلكترونية والكهرومنزلية، ثم مواد التجميل.

وربع التونسيين المستجوبين يرون أنّه يجب مكافحة المنتجات المقلدة وتنظيم مسالك التوزيع والحد من التجارة الموازية لدعم إستهلاك المنتوج الوطني، في حين يرى 14.6 بالمائة من العينة ضرورة تحسين طرق العرض والتعليب و13.2 بالمائة أهمية تحسين الجودة.

وخلصت نتائج البحث إلى ضرورة التركيز على فئة الشباب من أجل دعم إقبالها على المنتوج الوطني ومواصلة العمل من خلال حملة وطنية تنخرط فيها عديد الهياكل والجمعيات من أجل دعم المنتوج الوطني.

وتطرق البحث إلى أهمية التركيز على العلاقة بين إستهلاك المنتوج الوطني ودعم الاقتصاد والمحافظ على نسيج المؤسسات التونسية ومواطن الشغل.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.