7
حقائق أون لاين-
تواجه الكاتبة التونسية والباحثة الأكاديمية هالة وردي حملة شيطنة من قبل بعض الظلاميين في المغرب، إثر مشاركتها الجمعة الماضية في ندوة في مهرجان " ثويزا" في طنجة، وطرحها أسئلة جدلية في علاقة بحياة الرسول محمد ومسيرته.
ويبدو أن حديث هالة وردي قد أثار حفيظة من نصّبوا أنفسهم ناطقين رسميين باسم الدين، فهبوا ينهشون المرأة ويكيلون لها نعوتا تستنقص من قيمتها إمرأة وإنسانا، وتواترت تدوينات بعض الظلاميين تحاكم الباحثة والكاتبة بتهمة " التفكير" و"البحث عن أجوبة قد تخامر أي عقل بشري غير عاطل عن "العمل".
وإن كان الاختلاف في الآراء وفي الطرح عنصر ثراء ودليل وعي وتحضّر، فإن التزمّت والتعصّب إلى رأي بعينه وادعاء المعرفة المطلقة بشكل يصادر حق الآخر في السؤال والتأويل وإن كان على خطإ على اعتبار أن الحقائق نسبية.
وان افترضنا جدلا أنّ أسئلة هالة الوردي مستفزّة فعلا لمشاعر المسلمين فإنه من غير المنطقي مقارعتها بغير الحجج والركون إلى قوالب جاهزة من قبيل التكفير والاتهام بالنيل من المقدّسات في الوقت الذي يمكن فيه مناقشة الحجة بالحجة، نقاشا عقلانيا خارج دائرة العاطفة.
ولم ترق مداخلة هالة وردي بعض "السلفيين" الذي لم يتوانوا عن وصفها بالمجرمة والزنديقة وعدوة الإسلام ورموا مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الامازيغية بنفس الاتهامات لأنها نظمت المهرجان الذي احتضن المداخلة التي رأى فيها البعض تشكيكا في حقيقة وجود الرسول.
ووسط كل هذا اللغط، يتجلّى بصيص من الأمل في تعليقات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب الذين ردّوا على بعض التدوينات بالدعوة إلى إعمال العقل والردّ على مداخلة هالة وردي بأدلة علمية عوض الدعوة إلى منع ندوات ذات طابع علمي وأكاديمي تناقش مسائل جدلية.