رصد علماء الفلك انفجارا مفاجئا قادما من جسم نادر في مجرة قريبة من درب التبانة، وقادهم هذا الحدث إلى العثور على أول نجم مغناطيسي يتم اكتشافه خارج مجرتنا.
ويعتقد العلماء أن الانفجار لا بد أن يكون توهجا عملاقا نادرا اندلع من نجم ميت مغناطيسي للغاية، وهو نوع من النجوم النيوترونية. إنه يوفر فرصة لدراسة حدث نادر للغاية، ويمكن أن يساعد في تفسير أنواع أخرى من النشاط غير العادي في الكون.
وتعد مثل هذه التوهجات العملاقة التي عثر عليها العلماء غير عادية لدرجة أننا لم نر سوى ثلاثة منها في مجرتنا وفي سحابة ماجلان الكبرى القريبة خلال الخمسين عاما الماضية. قد يكون من الصعب رؤيتها من مسافة بعيدة لأنه من الصعب معرفة من أين أتوا.
في أواخر العام 2023، رصد القمر الصناعي INTEGRAL التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ما بدا أنه انفجار في جزء من السماء. ولمدة عُشر ثانية فقط، أضاءت السماء بتوهج مفاجئ قصير لأشعة غاما النشطة.
وأظهرت البيانات أن الانفجار جاء من المجرة M82،والتي يطلق عليها أيضا اسم مجرة السيجارة، وهي قريبة نسبيا، حيث تقع على بعد نحو 12 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وقال ساندرو ميريجيتي، من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية (INAF-IASF) في إيطاليا، والذي قاد العمل: “إن انفجارات أشعة غاما تأتي من مسافة بعيدة وفي أي مكان في السماء، ولكن هذا الانفجار جاء من مجرة مشرقة قريبة”.
وسارع العلماء إلى فحص موقع الانفجار، متوقعين أنهم قد يرون موجات الجاذبية وتوهج الأشعة السينية والضوء التي عادة ما تترك عند اصطدام نجمين نيوترونيين. لكنهم لم يتمكنوا من رؤية سوى الغاز الساخن والنجوم. ولم تكن هناك أشعة سينية أو إشارات ضوئية، ولا موجات جاذبية.
وقد دفع ذلك العلماء إلى الاعتقاد بأن الإشارة جاءت من نجم مغناطيسي، وهو نوع من النجوم النيوترونية ذات مجال مغناطيسي قوي بشكل خاص، وهو عبارة عن نوع من البقايا ينتج عن الانهيار الجاذبي لنجم ضخم في مستعر أعظم. وتطلق هذه الأجرام السماوية توهجات تكون ضخمة في بعض الأحيان، ولكن نادرة جدا.
وهذا هو أول تأكيد على أن مثل هذا التوهج المغناطيسي يأتي من خارج مجرتنا درب التبانة.