أعلن النادي الإفريقي يوم أمس في بلاغ رسمي عن اختياره ليوم 29 جوان الجاري لعقد جلسة عامة انتخابية مبكرة بعد أن فعّل رئيس النادي الفصل 40 من القانون الأساسي الذي حل بمقتضاه هيئته المديرة بعد رفض استقالتها..
دعوة لانتخابات مبكرة لن تكون ذات أهمية تذكر باعتبار أنها لن تشهد أية ترشحات منطقيا باعتبار عاملين أساسيين الأول يخص ضيق الوقت لتشكيل قائمة انتخابية والثاني يتعلق بالوضعية المالية الغامضة للفريق..
الدعوة لانتخابات مبكرة مع تحديد آجال تقديم الترشحات بعشرة أيام راعت معطى وحيدا وهو تقليص هامش وجود منافسين منتظرين ذلك أن قرارا كالذي أعلن عنه يوم لم يكن أمرا منتظرا..
الرياحي باق
تقليص هامش وجود مرشحين خيار لم يكن اعتباطيا بل هو استراتيجية واضحة من سليم الرياحي كي يمدد بقاءه بمركب المرحوم منير القبايلي لفترة أخرى ليس أقلها نهاية الموسم المقبل..
وقد يتساءل البعض عن كيفية استمراره على رأس الفريق بعد أن قرر حل الهيئة المديرة وهنا الأمر ليس معقدا طالما أن القانون الأساسي المنقح في سبتمبر 2014 يضمن للرئيس الاستمرار في منصبه مع تشكيل هيئة تصريف أعمال بأجل سنة يمكن تجديدها بسنة ثانية لو يتم غلق باب الترشحات لرئاسة الفريق (دون ورود ترشحات) بعد فتحه مجددا اثر مرور السنة الأولى وهو تقريبا نفس التفصيل القانوني الذي يسير به حمدي المدب الترجي الرياضي اليوم رغم أن مدته النيابية قد انتهت منذ سنتين..
اختبار للأنصار
جرب سليم الرياحي في المواسم الأخيرة عدة وسائل لتجديد شعبيته واستمالة أحباء نادي باب الجديد على غرار الأسماء الرنانة أو إطلاق الوعود ولكن "إعلان الرحيل" كان طريقته المحبذة بما أنها رسالة عادة ما تجد صداها خاصة لدى فئة واسعة من الجمهور لاسيما طارحي سؤال "شكون باش يخلص جابو والذوادي والبقية؟"..
وبعد أن استنفذ كل السبل وإزاء الغضب الواسع للأحباء عقب التنازل للنجم الساحلي عن ملعب رادس للاحتفال ببطولته التاسعة كان لا بد من اختبار أكثر قوة ليس أقله الإعلان عن جلسة عامة انتخابية سابقة لأوانها مع تقليص هامش وجود منافسين لضمان البقاء لفترة أخرى يكون خلالها الرياحي أكثر قوة باعتبار أن بقاءه لم يكن إلا تلبية لنداء الواجب وهو الذي وعد سابقا بأن لا يترك النادي لسمسار يتاجر به..
تجديد الشرعية
وتبعا لما سبق ها أننا نؤكد منذ اليوم وقبل 29 جوان أن الرياحي لن يرحل وأنه باق في منصبه ولكنه سيكتفي ببعض اللمسات التعديلية التي كانت جاهزة قبل أحداث الأيام الأخيرة..
وبحسب ما تأكد لـ"حقائق أون لاين" من معطيات فإن الرياحي جهز هيئته التنفيذية والإطار الفني الجديد وكان ينتظر أن يعلن عنهما بعد مباريات الكأس قبل أن يتأجل القرار إلى ما بعد الجولة الأخيرة اثر إعلان الجامعة عن ترحيل لقاءات الكأس إلى شهر أوت..
وباعتقادنا فإن أحداث الأيام الأخيرة لم تكن ضد سليم الرياحي بل أنه كان أبرز مستفيد طالما أن الجماهير الغاضبة منحته فرصة ليجدد شرعيته ويستعيد بعضا من شعبيته المفقودة عندما يظهر في ثوب المتمسك بالجمعية بعد أن رفض الجميع التقدم لرئاستها..
صفحة جديدة
مكاسب الرياحي لن تقتصر على الجمهور الذي سيثمن استمراره مع الفريق الذي لم يجد من يرأسه بل أن الأمر يمتد إلى فتح صفحة جديدة مع الجامعة ومع وديع الجريء تحديدا..
الرياحي كان يعي جيدا أن ثورة قد تحدث في أوساط أحباء الإفريقي بقرار التنازل عن رادس لفائدة النجم وباعتقادنا فهو ليس "غبيا" حتى لا يقدر العواقب ولكنه تمنى أن يكون غضب الأفارقة عارما حتى يكون المكسب في حجم تنازل مماثل لفريق يشتمه لاعبوه من حجرات الملابس مع كل انتصار ويخسر منه مسؤولوه مع كل مناسبة..
وبفتح صفحة جديدة مع الجامعة ورئيسها خاصة يكون سليم الرياحي قد تجاوز خلافات الموسم الحالي ليخلق أرضية عمل أفضل للفريق في الموسم المقبل وهو مكسب ليس بالهين..
سيناريوهات ما بعد الانتخابات
وبطي صفحة الانتخابات ينتظر أن يبدأ الفريق بعد عيد الفطر تحضيراته للموسم الجديد تحت قيادة المحلل الفني بقناة التونسية والمدير الرياضي الأسبق منتصر الوحيشي الذي سيستعين بأغلب العناصر التي عملت معه في الموسم الماضي..
الوحيشي سيكون مدرب الإفريقي القادم كما انفردنا بنشره في مقال سابق وسيكون منطقيا يوسف العلمي رئيسا لفرع كرة القدم مع انضمام المدرب الأسبق للفريق بيار لوشانتر الذي تم الاتفاق معه اثر رحيل سمير السليمي لتحليل مباريات "اليورو" في قطر..
إداريا ينتظر أن يعلن الرياحي عن الهيكلة الجديدة مع الأيام الأولى لشهر جويلية وهي نفس التركيبة التي كان سيكشف عنها في الساعات الماضية قبل أن يتم العدول عن القرار..
هذا وينتظر أن تنضم بعض الوجوه المعروفة إلى الفريق على غرار منير البلطي وكمال الشبلي وحسن الخلصي ونجيب غميض وربما أيضا خالد فاضل وعلي بومنيجل اللذين تم الاتصال كذلك..
