الممثّل محمد قريّع: “ولد جنات” في فيلم عصيان يجمع الكثير من المتناقضات.. أحب كل شخصياتي.. ولم أندم على التخلي عن التدريس (فيديو)

 يسرى الشيخاوي-

لا يمر من ركح أو تلفزيون أو شاشة سينما إلا ويترك بصمة تعلق بالأذهان عبر الأدوار التي يؤديها في المسرح والتلفزيون والسينما ويروي عبرها قصة حبه وإيمانه بالفن.

هو الممثل محمد حسين قريع الذي عانق التمثيل في وجوهه المختلفة وأطل على الجمهور بشخصيات معمدة بالشاعرية والأحاسيس تحتل جميعها مكانة في قلبها.

الشاعرية والحس المرهف في أدواره الكوميدية والدراما على حد السواء نابع من ولعه بالشعر القديم منه والحديث وحبه للكلمة وللكتابة التي حملته في البدء الى عوالم المسرح.

الشاعرية ذاتها ورهافة الحس تتجلى في شخصية " ولد جنات" التي يؤديها في فيلم " عصيان" للمخرج الجيلاني السعدي، الشخصية التي تحمل داخلها كثيرا من المتناقضات نجح محمد قريع في الجمع بينها وتبليغها دون مغالاة.

وللحديث عن هذه الشخصية والتحضير لها وعن علاقته بالمخرج الجيلاني السعدي وبعض التفاصيل الأخرى في مسيرته في عالم التمثيل التقت حقائق أون لاين بالممثل محمد حسين قريع.

وعن التحضير للشخصية، تحدث عن  اللقاءات التي جمعت الممثلين واستعداداتهم لتقمص الشخصيات بما في ذلك إقامة اجتمعوا فيها للحديث عن التفاصيل، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يرفض دورا في عمل للمخرج الجيلاني السعدي لدرايته بخصوصيات رؤيته وكتابته وهو ما يجعل العمل معه مثيرا.

وفي حديثه عن "ولد جنات"، لفت إلى أنه يحمل داخله الكثير من المنتناقضات والغموض في علاقة بخلفية وعلاقته بالنار  متطرقا في السياق ذاته إلى قدرة النظرة أو الإحساس إلى التعبير أكثر من الكلمة على اعتبار أنها تعبيرات أصدق وأوسع من الكلمات التي تضع الشخصية في حدود معينة تفرضها دلالات اللغة.

وفيما يخص رؤيته للواقع في تونس الذي أوله الجيلاني السعدي على طريقته في فيلم " عصيان"، قال إننا اليوم نعيش حالة من التفكك والتشرذم والقطيعة والعدمية التي تفضي ضرورة إلى نهاية تكون بعدها بداية أخرى.

وعن نقاط التلاقي والاختلاف بينه وبين المخرج الجيلاني السعدي، أشار إلى أنهما يلتقيان في أشياء ويختلفان في أشياء أخرى وأن علاقتهما ليست ذات إتجاه واحد، معتبرا أنه في  الفن والإبداع ليس من الضروري ان تكون العلاقة سلسة فقط، جميل ان يكون فيها النزاع الفني وليس الشخصي او الاجتماعي والأهم أن يكون هناك مشاركة واحترام ومحبة.

وعن أثر الشعر في مسيرته، قال "أنا أؤمن بالكلمة والكتابة، والأدب هو الذي حملني إلى المسرح والسينما هي الأدب، وأبي رحمه الله كان مغرما بالكتب والمطالعة، ولم يكن لما تسلية أخرى باستثناء قراءة الكتب والتهامها، والمسرح والسينما يدوران حول الكتابة".

وعن حضوره في أدوار ثانوية في الدراما، أشار إلى أنه يحب كل شخصياته وأن لا مشكل لديه مع أدوار ثانوية أو رئيسية، ولكن ارمشكل يكمن في كون الدراما لا تعطي الشخصية حقها بقدر ما تعطي قيمة للأحداث وارد الوقائع على عكس السينما سواء تعلق الأمر بأفلام مع المخرجين الجيلاني السعدي أو مخرجين آخرين.

وعما إذا كان اليوم مقتنعا بالتخلي عن التدريس،  قال " انا مقتنع أشد الاقتناع" مضيفا" في البداية تخليت عن التعليم، لم اجد نفسي فيه، المنهجية اهم من بصمتك، واليوم لم اندم على التخلي عن مهنة التعليم فالمساحة اللي يعطيها الفن اكبر ".

وفيما يلي فيديو الحوار: 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.