المعرض الوثائقي الخاص بالقوات المسلّحة.. قصّة جيش بوصلته الوطن (صور)

 يسرى الشيخاوي-

 على امتداد محيط مدينة الثقافة، اصطفّت العناصر العسكرية بزيّها الذي يعمّق يقيننا بأنّ تونس خضراء وستظلّ خضراء، وفيما يقف العسكريّون صامدين ثابتين كما تونس في وجه الخطر الإرهابي، يرتفع صوت عزف الموسيقى النحاسية للجيش الوطني في أرجاء شارع محمّد الخامس، مُنبئا بانطلاق حفل تدشين المعرض الوثائقي الخاص بالقوات المسلّحة.
والمعرض الوثائقي الذي تزامن مع مناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لانبعاث الجيش الوطني، كان فرصة لعرض ظروف نشأة القوّات المسلّحة التونسية والتعريف بدورها في الذّود عن حرمة الوطن ناهيك عن الجهود التي تبذلها في المجال التنموي.
 
في قاعة العرض، حيثما ولّيت بصرك تطالعك صور توثّق لمساهمات الجيش الوطني في التنمية الشاملة للبلاد وعمليات الإنقاذ ومجابهة الكوارث الطبيعية.
 وكانت مراكز التكوين المهني العسكري حاضرة في المعرض، وهي مراكز تُكوّن المدنيّين والعسكريين على حدّ سواء وتؤمّن لهم عديد الاختصاصات، ومن االمنتظر أن يتم تأمين االمراكز العشرة الموجودة بمركز بجرجيس في اختصاص الغوص والأنشطة تحت المائية، وفق ما أفاد به وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي على هامش التظاهرة.
 
وبالإضافة إلى الصور التي تعرض بعض أسلحة الجيش الوطني وتوثّق لأدائه طقوس العقيدة القتالية، كان الكتاب بما هو سلاح ثقافي للجيش حاضرا وكذلك الإعلام العسكري من خلال بعض الصور التي توثق حضور المصوّر العمليّاتي ضمن التشكيلات القتالية على الميدان.
 
وكل الصور التي ملأت أرجاء قاعة العرض تروي أنّ الجيش التونسي بوصلته الوطن ولا ولا تغريه السياسة والسلطة، فأنت لا ترى الوحدات العسكرية إلا على أبواب المدارس تؤمّن الانتخابات أو الامتحانات الوطنية أو في مناطق نائية تجابه الكوارث الطبيعية أو في المرتفعات تصدّ الخطر الإرهابي.
 
وقد مثّل المعرض الوثائقي الخاص بالقوات المسلّحة مجالا للتعريف بمهام المؤسسة العسكرية والتوقّف عند أهم إنجازاتها.
وتنقسم مهام الجيش الوطني إلى مهام أساسية تتمثّل في حماية الحدود البرية والبحرية والمجال الجوي وتأمينها وأخرى تكميلية تنحصر في التنمية المستدامة والنجدة والإنقاذ والتدخّل في الكوارث الطبيعية إلى جانب المهام الظرفية المتمثّلة في تأمين المسار الانتقالي، وفق ما صرّح به وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي على هامش التظاهرة.
 
 وأنت تجول ببصرك بين شارات القيادة الخاصة بجيش البر والبحر والشارات العسكرية المختلفة وشارات المسؤولية الإدارية المعلّقة في قاعة العرض، ترتطم عيناك بشعار على زيّ عنصر من القوات الخاصة كتب عليه ” فيلق القوات الخاصة النصر أو الاستشهاد” وهو شعار يلخّص عقيدة الجيش الوطني، إذ يبذل عناصره أرواحهم ودماءهم فداء للوطن، وهو شعار يلخّص ملحمة العسكريين في حربهم ضدّ الإرهاب فالبعض استشهد والآخرون انتصروا على أعداء الحياة.
 وأنت تغادر قاعة العرض تترك وراءك صورة عسكري في حالة تأهّب قصوى كُتب فوقها بخطّ عريض، يقظة مستمرّة وهي كلمات تبعث في النفس الطمأنينة ذلك أن وحدات الجيش الوطني ستكون بالمرصاد لأي خطر يداهم البلاد.

صور: مروى الدريدي

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.