يسرى الشيخاوي-
مهرجان الغريس للتنمية وإحياء التراث، مهرجان رأى النور في منطقة الكرمة التابعة لولاية سيدي بوزيد بمبادرة من أبناء الجهة الذين أبوا إلا أن يخرجوا قريتهم من العزلة الثقافية التي تغرق في الرتابة، وفق حديث صلاح اللافي الناطق الرسمي باسم المهرجان لحقائق أون لاين.
ومهرجان الغريس الذي يقام في منطقة ريفية زاخرة بالتاريخ يحمل شعار " الوفاء للأجداد والآباء"، ويستمدّ خصوصيته من تنوّع أنشطته التي تمتد في التراث وترواح بين التثقيفي والتنموي والتوعوي والترفيهي.
وعن فكرة المهرجان، يقول صلاح اللافي إنّها انطلقت من خلال اقتراح في العالم الافتراضي تفاعل معه أبناء الجهة، وهي منطقة ريفية بالأساس تفتقر إلى المرافق الترفيهية لكل الشرائح العمريّة، وفق تعبيره.
في دورته التأسيسية، امتدّت برمجة مهرجان الغريس طيلة يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر أوت الجاري، وشملت فقرات متنوعة موجّهة لكل أبناء الجهة كبيرهم وصغيرهم، الهدف منها خلق حركية في منطقة الكرمة.
والتظاهرة الثقافية في بدايتها لم تخلو من الصعوبات، ولكن أبناء الجهة ممن عقدوا العزم على مقارعة التصحّر الثقافي الذي تعيشه منطقة "الكرمة"، وكان أن تبنّت جمعية تشاركيون من اجل حوكمة محلية بالمكناسي هذه التظاهرة، وشارك في إنجاحها جمعيات ومنظّمات أخرى على غرار الكشافة التونسية والهلال الاحمر وجمعية المهرجان الدولي للجواد العربي الأصيل إلى جانب فضاء لارتيستو للتنشيط.
وبلدية المكناسي هي الأخرى، أسهمت في إنجاح هذه التظاهرة التي ولدت من رحم العدم وبعثت فيها إرادة أبناء الجهة الحياة من خلال تطوّع بعضهم بالتجهيزات وبعضهم الآخر بتنظيم أنشطة بصفة تطوّعية.
إلى جانب سهرة فنّية قصدها الأهالي للترفيه عن أنفسهم، انتظم يوم دراسي على هامش البرمجة تطرّق إلى مسالة الفلاحة بالغريس بحضور رئيس خلية الارشاد الفلاحي بالمكناسي مفوضا للمندوب الجهوي للفلاحة والصيد البحري.
وكان اليوم الدراسي فرصة لإثارة مشكل ضيعة التجارب والفحوص الريفية في الغريس التي تعاني الإهمال منذ عشر سنوات رغم احتوائها على أشجار الفستق والجوجوبا والزيتون وأشجار غابية، هي ضيعة يتمنّى أهالي المنطقة إحياءها من جديد.