القصاص .. النائب الذي انتُخب سهوا!

ابراهيم القصاص؛ اسم كان نكرة كغيره من الأسماء قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي تمت بتاريخ 23 اكتوبر 2011 ، ذلك التاريخ الشهير لا في تونس فقط بل في العالم أجمع، تاريخ خالت تونس فيه  أنها ستغير به تاريخها بعد ثورتها ضد الظلم والاستبداد، والتي ألقت بظلالها على عدد من الدول العربية حتى اعتقد الجميع أنه مهد لما يسمونه بـ"الربيع العربي".

القصاص، المجلس الوطني التأسيسي، تونس، الثورة، الربيع العربي… مفاهيم وتسميات، تداخلت فيما بينها، جعلت شعب تونس يتوقف آلاف المرات للتفكير برهة إن كانت ثورته حقيقة أم خيالا، ام تراها وهما.. كيف لا وقد استفاق بعد فترة بل هي سنوات على أنه أدلى بصوته لأناس قللوا من قيمته وأهانوا انسانيته عوض العمل على بناء مستقبله والمضي به قٌدما.

الجرم بالجرم لا ينفع

ولعلني أرتكب نفس الجرم الذي تجرأ عليه النائب النائبة ابراهيم القصاص عندما أعمّم الأمر على جميع نواب الشعب، ففيهم من الشرفاء من يستحقون الثناء، إلا أن ذلك لا يمنع أن يتحدث الاعلام والاعلاميون عن أخطاء بل جرائم اُرتُكبت في حق التونسيين، وأموال أهدرت هم أولى بها من كثيرين، وأوقات ضاعت ليست لمصلحة أحد بقدر ما أمتعت غرور المتفرجين من السياسيين الأفاقين المتكالبين على السلطة والنفوذ.

19 أوت 2014، في جلسة عامة تحت قبة المجلس الموقر لنواب الشعب، تجرّأ النائب، المنسلخ اولا عن حزب العريضة الشعبية (تيار المحبة حاليا) ثم عن حركة نداء تونس، المدعو ابراهيم القصاص على سب الاعلاميين وشتمهم، بل وصل به الامر إلى حدّ البصق عليهم (قمّة التدني الأخلاقي) وتحميلهم مسؤولية الوضع السلبي الذي وصلت إليه البلاد.

هذا القصاص مدّعي الشهامة والعفة ومكارم الاخلاق وكأنه المهدي المنتظر.. هذا الزعيم في المتاجرة بخصاصة أهل الجنوب وفقرهم وقلة حيلتهم.. لطالما أهان الآخرين وطعنهم في شرفهم وأخلاقهم ودوما تحت قبة ذات المجلس فتارة المرأة عنده لا تصلح إلا للبيت وغسل رجلي زوجها ومرّة هن الأمنيات لا شرف لهن والمهنة لا تليق بهن.. طعن في الجميع ولن لم يبق سوى الاعلاميين، ومن تراه غدا لقمة مستساغة لدى أمثاله من الجاهلين؟

سؤال هو لا شك بلا جواب

أريد فقط أن أسأل هذا المواطن كمواطن مثله أمرا واحدا لعله يجيب أو يستحي فيعتذر: "هل الاعلاميون من يتقاضون الملايين من دماء الشعب وهم في بيوتهم نيام (8 غيابات من جملة 17 جلسة عامة خلال شهر أفريل، 3 من جملة 4 خلال شهر ماي، 5 من جملة 9 خلال شهر جوان، 3 من جملة 4 خلال شهر جويلية….)؟

هذه الفعلة قابلتها جمعية الصحفيين البرلمانيين ببيان قررت فيه مقاطعة هذا النائب بصفة رسمية وطالبت من خلاله رئاسة المجلس بإلزام القصاص بتقديم اعتذار رسمي للاعلاميين في جلسة عامة مماثلة لتلك التي أهانهم أثناءها.. وإن كان هذا التحرك يشكر فيحسب إلا ان الاعتذار ليس حكرا على القصاص فقط، بل هو مطلوب من كافة النواب إلى الشعب، ومن السياسيين إلى الشعب، ومن الإعلاميين إلى الاعلاميين، ومن الشعب إلى الشعب…

لذلك سأبدأ وأقول: عفوا أيها الاعلاميون.. عذرا أيها الشعب.. لعلني من الذين انتخبوا القصاص عن "سهو" أو "دون قصد" مثلي مثل بقية منتخبيه…

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.