يسرى الشيخاوي–
حسان الدوس فنان تونسي يغرد خارج السرب، شكل لنفسه ملامح نمط موسيقي لا يشبه إلا إصراره على المضي في الطريق التي لم يرهب وحشتها في البداية حتى صارت آمنة بإنتاجاته المتواترة والملهمة، إنتاجات تجمع بين فرادة الكلمة واختلاف الموسيقى وسحر الصورة.
وفي عرضه على ركح المسرح الأثري بقرطاج، ظل حسان الدوس وفيا للنهج الذي اصطفاه لنفسه إذ تجلى أسلوبه الفني الذي يقوم بالأساس على احترام الجمهور فهو لن يستخف بالفضاء الذي يقف عليه ولم يستاهل الأمر بل سعى إلى تقديم سهرة عنوانها التنويع.
وعلى آيقاع موسيقاه المحملة بالحياة اهتز الركح وامتدت الذبذبات إلى المدارج حيث تفاعل الجمهور رقصا وهتافا في المرة الثانية التي يعتلي فيها الدوس ركح قرطاج بعد عرض أول سنة ثمانية عشر وألفين بعنوان "الكرنفال".
وفي عرضه الثاني بعنوان " حسان الدوس واوركسترا"، برهن الفنان المختلف أنه لا يستناه نفسه ولا يجتر إنتاجاته بل يسعى في كل مرة إلى التجديد والتنويع مع الحفاظ الذي على جوهر أسلوبه الذي جعل منه علامة متمايزة في المشهد الموسيقي التونسي.
بلمسته الاوبرالية وخامة صوته المميزة وحضوره الركحي اللافت، نسج تفاصيل عرض متكامل العناصر من الموسيقى إلى الأزياء والسينوغرافيا والكوريغرافيا ومعاني الأغاني التي تحتفي بالمحبة والسلامة والحرية وقبول الاختلاف والانفتاح على الآخر ، وسنده في ذلك جوقة موسيقية قادها المايسترو فادي بن عثمان.
ثمانية عشر أغنية ضدح بها صوت حسان الدوس ليعاتق السماء، بعضها استلهمه من الموروث الموسيقي التونسي وطوعها على إيقاع موسيقى البوب وبعضها الآخر استعادات لأغان أوبرالية يجيد الدوس التنقل بين ثناياها.
وإلى جانب أغاني "Earth song" لمايكل جاكسون، و " Con te partirò" للإيطالي " آندريا بوتشيلي" و"Quand je t’aime" لليوناني " ديميس روسوس"، غنى لجمهوره "عشقة" و"يا ولدي" و"قطوسة الرماد" و"بيدو خال" ويا "ولدي" التي أهداها لأمه وكل الأمهات.
ما يقارب ساعتين من الحلم الذي رسم ملامحه حسان الدوس والفنانين الذين رافقوه على الركح وهو يتغنى بالحب والوطن والسلام وثصدح بكلمات "أحنا تونس"، و"تبّعني" و"شطحة" و"هوّاه" و"عصفور سطح" التي استحضر معها الفنان أنور براهم و"طاير" التي غازل لها الجمهور مرتين.