الفن اللي فيك”.. عصارة 13 عاما من الخلق في فضاء “MONART”

 يسرى الشيخاوي-

في ذكرى عيد الاستقلال، رسمت خمسة وعشرون إمرأة ملامح استقلالهن عن البؤس وعن سواد الحياة وعن منغصات الواقع وعن كل ما من شأنه أن يكون حاجزا أمام مليون قدما في سبيل إثبات ذواتهن.

عبر معرض "الفن اللي فيك"، تحتفين بالاستقلال وبذكرى ميلاد فضاء " MONART" على طريقتهن، ليروين تجربة سنوات من الامل والفن وحب الحياة بمختلف ألوانها، تجربة جعلت يتخطين كل الخطوات ويتحدين أنفسهن قبل أن يتحدين محيطهن.

في هذا المعرض، التي تشرف عليه منى الفرجاني، اجتمعت النساء على فكرة الخلق واختزلن مواقف كثيرة في لوحات شدت إليها الأنظار، لوحات تشكلت ملامحها في فضاء "MONART" الذي كان متنفسا ومهربا لنساء بخلفيات مختلفة.
أصواتهن الجامحة، وابتساماتهن الضاربة في قلب الحياة، وتعبيراتهن العميقة، تجلت في لوحاتهن التي كانت عصارة تعلمهن للفن التشكيلي الذي نثرت منية الفرجاني بذوره في نابل فأينعت زهورا تحمل أكثر من معنى.

مرسم بمساحة صغيرة، تتجسد فيها تجربة إنسانية ووجودية أكبر من أن تستوعبها حيز مكاني محدد، تجربة تمتد على ثلاث عشرة سنة لتحقق حلمها وتشارك في رسم أحلام نساء أخريات عبر بوابة الألوان وتخلق فضاء تتماهى فيه تعبيرات مختلفة.

أساليب متنوعة، وطرق مختلفة في التعاطي مع الالوان والفرشات، وحكايات بأكثر من زاوية ترويها النساء اللاتي ألفن المرسم وألفهن وخططن في تفاصيله رؤيتهن للحياة في فضاء لا مكان فيه إلا للنساء وأحلامهن التي لا تعترف بحدود.

نساء يختلفن عمريا وفكريا واجتمعن عند حب الرسم ليصنعن لأنفسهم بصمة لافتة في جهة نابل ويصدحن بأصوات عالية أنهن على قيد الحياة والحرية والفن وأن مطبات الحياة لن تسقطهن ولن تخطف ابتسامتها التي ترسخت بفعل الرسم.

تأويل العمل الفني، البحث في ثنايا الفن التشكيلي ومدارسه، مفاتيح وهبتها منى الفرجاني لرفيقاتها في الحلم ليخضن تجربة الرقص إلى أقصاها وتصنع كل واحدة منها أسلوبا خاصا بها يحاكي تجربتها في الحياة وتمثلاتها للأشياء من حولها.

في الأثناء، يظل معرض "الفن اللي فيك" وفضاء "MONART" جديران بالاهتمام لما ينطويان عليه من أبعاد إنسانية وفنية تجعل من هذه التجارب التي تحفر في الصخر مثالا يحتذى بع لما لها من وقع في النسيج المجتمعي.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.