العميري: تهريب العجول قضى على الانتاج الوطني.. وأسعار اللحوم الحمراء سترتفع إلى 35 دينارا

مروى الدريدي-

تنظم الغرفة الوطنية للقصابين، وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء القادم، أمام وزارة التجارة، تنديدا بغلاء أسعار اللحوم الحمراء، وبعدم وضع حدّ لتواصل تهريب العجول إلى الجزائر وانعكاس ذلك على الانتاج الوطني.

وفي تصريح لحقائق أون لاين، ندّد رئيس الغرفة الوطنية للقصابين أحمد العميري، بالارتفاع "المشط"، لأسعار العجول المستوردة التي تباع للجزار، والتي بلغت "حدّا غير معقول"، مما أضرّ بالعديد من القصابين وبالمواطن، مبينا أن الوقفة الاحتجاجية للتنديد بالتهريب الذي قضى على الانتاج الوطني ودفاعا عن المستهلك التونسي.

وقال أحمد العميري، إن ثمن اللحوم الحمراء سيصل في شهر رمضان إلى 35 دينارا للكلغ الواحد، مشددا على أن غلاء العجول المستوردة وغياب الانتاج الوطني ساهما في ارتفاع الأسعار والاضرار بالجزار.

وحذر المستهلك من الاقبال على شراء لحم الأبقار التي يتراوح ثمنها بين 20 و23 دينارا لأنه فاقد للجودة و"شارف"، وفق تعبيره، قائلا: "إذا اشتراه المواطن بهذا الثمن يجب أن يشتري معه قاروة غاز ليتمكن من طهيه".

وبين أن التدارك حاليا من قبل الهياكل الرسمية غير ممكن لتأخره وعدم وجود دراية كافية وإلمام من الماسكين بالسلطة بخطورة ما يحدث في قطاع اللحوم الحمراء، لافتا إلى أنه تلقى اتصالا اليوم للقاء وزيرة التجارة اثر اعلانهم عن الوقفة الاحتجاجية.

وقال العميري، إن الدولة تستورد العجول والأعلاف بأسعار مشطّة، دون أن تكون هناك مردودية على مستوى الأسعار، ما انعكس سلبا على المواطن والقصاب، مشيرا إلى أن ثمن العجل يتجاوز أحيانا 12 ألف دينار.

وتابع في ذات السياق بأن الانتاج الوطني من العجول يغادر التراب التونسي عن طريق التهريب نحو الجزائر، الأمر الذي "خرب الاقتصاد وتسبب في توريدها بالعملة الصعبة"، قائلا: "هناك امتيازات في عملية التوريد من خلال دعم الدولة (عدم خلاص القيمة المضافة والمعاليم الديوانية) بهدف وصول اللحوم بثمن مناسب للجزار وللمواطن، لكن للأسف هناك تلاعب في عمليات التوريد ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار". 

وكشف العميري بأنه راسل يوم 21 فيفري 2022 وزير الداخلية توفيق شرف الدين بخصوص عمليات تهريب الماشية، تم على اثرها حجز 16 شاحنة تحمل 57 رأس عجل، بقيمة مالية تقدر بنحو 132 ألف دينار، وفي عملية أخرى تم حجز رؤوس قدرت قيمتها المالية بحوالي 168 ألف دينار.

وقال العميري إنه قدم منذ سنوات لوزارة الفلاحة واتحاد الفلاحين ولجميع الهياكل المتدخلة في مجال اللحوم الحمراء، الاشكاليات المتعلقة بهذا الملف والحلول لكن دون جدوى ودون أي تجاوب أو رغبة في انقاذ القطاع، مشددا على أن نزيف تهريب الماشية متواصل منذ سنوات بالاضافة إلى تواصل التوريد بالعملة الصعبة.

واعتبر أن هناك ضربا للانتاج الوطني في تساهل الوزراء والمديرين العامين السابقين في معالجة هذا الملف، داعيا رئيس الجمهورية إلى محاسبتهم.

كما بين أن اتحاد الفلاحين لم يفعل شيئا إزاء هذه المعظلة، كما أن منظمة الأعراف مهتمة بالمهن الكبرى ورجال الأعمال على حساب المهن الصغرى التي تشهد معاناة كبيرة دون أن تجد أي دعم أو مساندة من منظمتها.

وذكّر بأنه تفاوض مع رئيس اتحاد الفلاحين عبد المجيد الزار يوم 17 سبتمبر 2020، بخصوص شراء فائض العجول حينها الذي قدر بـ5 الاف عجل، وباستعداد الغرفة الوطنية والغرف الجهوية لشرائها، كما تم التحدث عن السعر الذي سيتم البيع به للمواطن، لكن إلى اليوم لا وجود لأي ردّ منه.

وبشأن الخراف، حذر أحمد العميري، من إمكانية عدم توفرها لعيد الاضحى، لا من حيث الكميات ولا الأسعار، حسب تقديره.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.