الشرفي: السبسي فاجأ الرأي العام بخطابه.. وتصرف سيؤدي به للخروج من الباب الصغير

مروى الدريدي-

قال المحلّل السياسي منير الشرفي إن الرأي العام كان ينتظر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن ينتفض ضدّ خصومه وأن يعدّل عقارب الساعة قبل بضعة أشهر من انتهاء عهدته الرئاسيّة، خاصّة وقد هيّأ لذلك ببعض المبادرات مثل دعوة مجلس الأمن القومي أكثر من مرّة لفتح ملف الجهاز السري لحركة النهضة واستقباله لوفد من نوّاب الشعب الذين قدّموا للعدالة شكاية ضد النهضة بسبب هذا الجهاز.

واستدرك منير الشرفي بالقول: "لكن المفاجأة جاءت مُعاكسة تماما للتوقّعات، وهو ما بدا واضحا في خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه يوم 20 مارس 2019 بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال.  

ولفت الشرفي إلى أن السبسي لم يقل كلمة واحدة تُفيد تخلّيه عن مساندة ابنه في حزب نداء تونس، وهو ما يُبيّن أنه ارتضى لهذا الحزب الانهيار بدل ترميمه دون حافظ قائد السبسي.

ولاحظ محدثنا أن السبسي "عرض أرقاما سلبية ومُفزعة على الشعب والتي تُبين الفشل الذريع لحكومة الشاهد-النهضة، إلاّ أنه يمدّ إليهما يده من جديد داعيا إلى عودة الوئام ولسان حاله يقول: "أنا مستعد للتعامل من جديد مع الشاهد الفاشل ومع النهضة صاحبة الجهاز السرّي"، وفق تقديره.
 
وقال الشرفي: "إن هذه المفاجأة يصعب تفسيرها طالما أننا نفتقر للمعلومات التي بنى على أساسها الرئيس موقفه الجديد، متسائلا: "فهل تمّت محادثات سرّية أدت إلى "توافق" جديد؟ هل أتت "تعليمات" خارجية أملت على قرطاج هذا التوجّه؟ هل وصل تحليل الوضع الراهن بالرئيس إلى أنه لن يتمّكن من "قلب الطاولة" على الشاهد وعلى الغنوشي في وقت واحد خلال ما بقي له من زمن في السلطة؟".
 
وراح محدثنا إلى أن أغلب الظن هو الاحتمال الأخير أي أنه لن يتمكن من قلب الطاولة على رئيس الحكومة ورئيس النهضة معا، معتقدا أن قائد السبسي أراد بخطاب 20 مارس رمي المنديل بطريقة تحفظ له الأدنى من ماء الوجه، ليظهر بالمُصرّ على مصلحة البلاد التي "تستوجب وضع اليد في اليد"، وهي طريقة تُبقي الوضع المُتأزّم للبلاد على حاله، وتُؤدّي بالسبسي طبعا للخروج من قرطاج من الباب الصغير، على حد تعبير الشرفي.
 
وفي تقييمه لفترة حكم الباجي قائد السبسي، قال الشرفي: "إن الرأي السائد لدى العموم هو أن الرئيس قائد السبسي داهية سياسية من الطراز النادر، وبورقيبيّ حتى النخاع، ولعلّ اختياره من قبل الشعب رئيسا للجمهورية كان نتيجة لهاتين الخصوصيّتين، إلّا أن السنوات الأربع الأولى من حكمه، كرئيس للجمهورية، أظهرت أنّ هذا "الدهاء" لم يُستغلّ في تطبيق الفكر البورقيبي، بل أن استغلاله كان في الاتجاه المعاكس تماما".
 
واستشهد بأن السبسي فرض ابنه على الساحة السياسية رغم معارضة الجميع في مقابل تصرف بورقيبة الذي فرض على ابنه بيع مسكنه الذي اقتناه بقرض بنكي حتّى لا يُقال بأن ابن الرئيس أصبح مالكا لمسكن جديد، كما أن قائد السبسي سلّم السلطة إلى الإخوان المسلمين في حين حاربهم بورقيبة طوال حياته مُشهّرا ضدّهم شعار "ما يصفاوش"، وفق قوله.
 
وتابع: "وبعد أن أدار رئيس الحكومة ظهره لقرطاج، ورفض رئيس حركة النهضة مساندته للإطاحة بالشاهد، وبعد أن انهار حزب "نداء تونس" بسبب طغيان نجله عليه، وجد الرئيس قائد السبسي نفسه معزولا، وظنّ الجميع أن "شاهد العقل" عاد له، وأنه قرر أن يلبس "الجبّة البورقيبية" في السنة الأخيرة من حكمه ويقوم بتصفية حساباته حتى يخرج من الباب الكبير لقصر قرطاج، وهو ما لم يحدث". 

 

وأكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، خلال الخطاب الذي ألقاه اليوم الاربعاء 20 مارس 2019، بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال، أن اعتماد الوحدة الوطنية ركيزة أساسية للحفاظ على المكاسب التي توصل إليها الشعب التونسي بعد الثورة، منتقدا ما اعتبره "محاولة لاستبعاده كرئيس جمهورية من السلطة التنفيذية رغم ما نص عليه الدستور من تقاسم للمهام التنفيذية بين رئيسي الحكومة والجمهورية".

ويرى السبسي بالتالي أنه من الأحسن التفكير في تعديل لبعض فصول الدستور من أجل عدم وقوع اللوم وتحمل المسؤوليات على طرف دون غيره خاصة في خضم سنة انتخابية جديدة، مبينا أن المؤشرات الاقتصادية التي وصلت إليها البلاد سلبية جدّا حيث وصلت نسبة التضخم إلى 7.3% ونسبة التداين العمومي 71.7% والعجز التجاري الذي وصل إلى 19.1% والعجز الطاقي 6 مليارات، وتراجع إنتاج الفسفاط ومداخيله إلى مستويات ضعيفة مقارنة بسنة 2010 مقابل ارتفاع عدد العملة.

 

 

 

 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.